قال وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى إن المحادثات التي سيجريها غداً الأربعاء مع كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي في بروكسيل ستتناول تطورات الوضع في المغرب العربي والمسألة العراقية وأزمة الشرق الأوسط. وأوضح أن المحادثات على الصعيد المغربي - الأوروبي ستركز على درس القضايا ذات الاهتمام المشترك، في إشارة إلى الخلاف المغربي - الاسباني الذي ألقى بظلاله على علاقات الرباط والاتحاد الأوروبي، خصوصاً اثر اندلاع أزمة جزيرة ليلى صيف العام الجاري، وإمكان فتح ملف الصيد الساحلي الذي كان في مقدم أسباب التوتر بين الرباطومدريد، إضافة إلى الهجرة غير الشرعية وقضايا التطرف والجوانب الأمنية. ويسعى المغرب إلى أن يقدم تجربته الديموقراطية في ضوء تنامي التيار الإسلامي المعتدل، كما دلت الانتخابات الاشتراعية الأخيرة التي كانت بمثابة إطار سياسي لاستيعاب أي انفلات. وصدر عن عواصم أوروبية ترحيب بالظروف التي سادت تلك الانتخابات. وقال مسؤول مغربي ل"الحياة": "إننا لا نهدف إلى الضغط على بلدان الاتحاد الأوروبي كي تتفهم مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية، لكننا نرغب في بناء علاقات متكافئة يطبعها التفهم والمساعدة في التنمية، للحؤول دون أي انفلات أمني". وقالت مصادر في الاتحاد الأوروبي إن محادثات رئيس الديبلوماسية المغربية في بروكسيل ستطال القضايا الثنائية السياسية والاقتصادية. ووصف ناطق باسم المفوضية الأوروبية علاقات الطرفين بأنها متطورة، وان الاتحاد الأوروبي يعتبر المغرب "بلداً صديقاً وجاراً". لكن مراقبين رأوا أن ضغوط حكومة مدريد أثّرت إلى حد ما في ما كان يعول عليه المغرب من تفهم أوروبي لخلافاته مع اسبانيا، خصوصاً في قضيتي جزيرة ليلى ومستقبل المدينتين المحتلتين سبتة ومليلة، كون حكومة مدريد دفعت في اتجاه اعتبار المدينتين امتداداً للفضاء الأوروبي. لكن، في مقابل ذلك، رفض الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على الدول مصدر الهجرة غير الشرعية في الضفة الجنوبية للبحر المتوسط، وضمنها المغرب وكان الاجتماع بين وزير الخارجية المغربي والمسؤولين في الاتحاد الأوروبي ارجئ مرات عدة بسبب تداعيات الخلافات المغربية - الاسبانية، في حين ان اجتماعاً تقرر بين الوزير المغربي ونظيرته الاسبانية آنا بلاسيو في أيلول سبتمبر الماضي، لم ينعقد إلى الآن. لكن مصادر اسبانية رحبت باسناد رئاسة الحكومة المغربية إلى السيد ادريس جطو، الأمر الذي فُسر أنها كانت تنظر إلى مواقف رئيس الوزراء السابق السيد عبدالرحمن اليوسفي أقرب إلى الميل نحو الحزب الاشتراكي الاسباني المعارض.