} جاءت المواجهات الأخيرة بين الحرس الوطني الاسباني ومهاجرين مغاربة عند معبر مدينة سبتةالمحتلة، شمال المغرب، ليزيد التوتر بين الرباطومدريد، في ظل علاقة متعثرة اصلاً بسبب قضيتي الصيد البحري والصحراء الغربية. وفيما اتخذت اسبانيا اجراءات عقابية ضد مواطنين مغاربة ومنعتهم من الدخول الى الجيب المحتل، دعا المغرب الى الحوار لتسوية المشكلات العالقة. رفضت السلطات المغربية التعليق على المواجهات التي اندلعت الثلثاء الماضي في المعبر الحدودي "باب سبتة" المؤدي الى سبتةالمحتلة شمال البلاد بين مهاجرين مغاربة ومهربين وقوى الامن الاسبانية، مما اسفر وفق حصيلة رسمية عن اصابة ثلاثة مغاربة بجروح متفاوتة. وقال وزير الاتصال الاعلام والثقافة المغربي السيد محمد الاشعري، عقب اجتماع الحكومة الاسبوعي مساء اول من امس في الرباط ان الحكومة "ليس لديها تعليق على احداث باب سبتة"، وانها تنتظر "جلاء الموقف بشكل كاف ودقيق لاتخاذ الاجراءات الضرورية"، داعياً الى "الحوار بين المغرب واسبانيا لتسوية المشاكل العالقة بين البلدين، وفي مقدمها قضايا الهجرة غير الشرعية". واعتبر الاشعري ان "الحل الامثل لاتخاذ اجراءات تخفيف الظاهرة يكمن في الحوار والعمل المشترك"، مكرراً ضرورة دعم نمو بلاده لمساعدتها في وقف تدفق الهجرة غير الشرعية، في اشارة الى وعود اوروبية بتنمية الاستثمارات في مناطق الشمال المغربي المصدّرة للهجرة، في مقابل محاربة الرباط تجارة المخدرات. وعبّر الوزير المغربي عن ارتياحه لاعلان مدريد قرب انعقاد اللجنة المغربية الاسبانية المشتركة التي عُلّقت اعمالها قبل حوالى عامين، بسبب تدهور العلاقة بين البلدين اثر فشلهما في الوصول الى اتفاق على الصيد البحري. وكان هذا الاتفاق انتهت مدته في تشرين الثاني نوفمبر 1999. واعتبر ان التغلب على الهجرة غير المشروعة يقتضي "تعاوناً وثيقاً ومستمراً" بين المغرب واسبانيا والاتحاد الاوروبي. مشيراً الى ان بلاده تتحمل مسؤولياتها كاملة في معالجة الموضوع ضمن اختصاصاتها. في غضون ذلك، وضعت السلطات الاسبانية قائمة بأسماء عشرات المغاربة اتهمتهم بالتورط في اشتباكات "باب سبتة" لمنعهم من دخولهم المدينةالمحتلة بشكل نهائي. وقال مصدر اسباني ان القائمة تضم اكثر من 80 شخصاً تعتبرهم بلاده "مسؤولين عن احداث العنف" التي اندلعت مع قوى الحرس الاسباني. وكان الازدحام الشديد في معبر سبتة، بسبب بطء اجراءات الجمارك واقامة السلطات الاسبانية سياجاً حديدياً لمرور طالبي التأشيرة، ادى الى حدوث حال اختناق واغماءات، مما حدا بمهربين الى الاحتجاج ورشق الحرس الاسباني بالحجارة، فردّ الاخير بإطلاق العيارات المطاطية والقنابل المسيّلة للدموع. واشار المصدر الاسباني الى ان الاوامر التي اعطيت لحرس الحدود عند معبر سبتة "تحظر على الاشخاص الواردة اسماؤهم في القائمة دخول المدينة، وتقضي بحجز جوازات سفرهم". يذكر ان اعداداً كبيرة من المغاربة يشترون في سبتة ومليلية مواد غذائية بأسعار مخفّضة لبيعها داخل السوق المغربية بأسعار مرتفعة. وكانت السلطات الاسبانية تغضّ الطرف عن هذه التجارة غير المشروعة. ورأت المصادر في تصعيد السلطات الاسبانية الموقف، ونشرها قائمة الممنوعين من دخول سبتة "تكريساً لاحتلال المدينتين ومحاولة لقطع الطريق امام اي بحث في مستقبل المدينتين المحتلتين". وكان المغرب اقترح احداث فريق عمل مشترك للبحث في صيغة تضمن المصالح الاسبانية في المدينتين وتقر بعودتهما الى السيادة المغربية، لكن الخلافات بين الرباطومدريد على سبل التعاطي مع قضايا الهجرة غير المشروعة والصيد الساحلي اضافة الى الموقف من الصحراء الغربية، يلقي ظلالاً قاتمة على مستقبل العلاقات بينهما.