} توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بتنفيذ "عمليات مماثلة" للمجزرة التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي في حي "الأمل" في خانيونس أول من امس ضارباً بعرض الحائط سيل الانتقادات الدولية بما فيها الاميركية، في الوقت الذي ابلغت فيه تل ابيب واشنطن بأن اجتياحاً كاملاً لقطاع غزة بات "مسألة وقت". وكشفت مصادر في السلطة الفلسطينية ان الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ممثلاً بخافير سولانا يجريان اتصالات حثيثة لكبح جماح الحكومة الاسرائيلية ووقف التصعيد العسكري في القطاع. قال رئيس الوزراء الاسرائيلي للصحافيين بعد اجتماعه مع الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف امس ان "عملية" خانيونس التي قتلت فيها المروحيات الحربية 14 فلسطينياً وأصابت ما يزيد عن 70 آخرين بجروح دخل أربعة منهم في حال "موت سريري" كانت "ناجحة"، لكنه اضاف انها كانت "معقدة وصعبة" واعتبر ان غالبية الضحايا كانوا من المسلحين الفلسطينيين. وكانت مصادر صحافية اسرائيلية نقلت عن مسؤولين عسكريين قولهم ان العملية "فشلت" في الوصول الى مطلوبين فلسطينيين. وقال شارون: "سيكون هناك المزيد من العمليات المماثلة في غزة في المستقبل". وتطابقت تصريحات شارون مع ما تناقلته صحف اسرائيلية عدة، ذكرت ان الاجتياح العسكري الاسرائيلي الكامل لقطاع غزة بات "مسألة وقت". وقالت المصادر ذاتها ان مسؤولاً رفيع المستوى في المؤسسة العسكرية الاسرائيلية أبلغ الادارة الاميركية ان "اسرائيل مجبرة على الرد على تصاعد العمليات ضد المستوطنين في القطاع". ورجحت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان يعيد الجيش الاسرائيلي احتلال قطاع غزة في المستقبل المنظور "إذا توافرت الظروف لذلك في نظر شارون". ولم تستبعد المصادر ان يتم ذلك فور عودة رئيس الوزراء الاسرائيلي من واشنطن المقرر ان يزورها الاسبوع المقبل. وفي هذه الاثناء، تصاعدت وتيرة التوغلات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة. وفي تصريح خاص ل"الحياة" قال وزير التخطيط والتعاون الدولي نبيل شعث ان "ثناء" شارون على مجزرة حي الأمل "جزء من الجريمة نفسها، فهو الذي خطط ورتب لها، وهي جزء من التصعيد التدريجي لاقتحام كامل قطاع غزة كما حدث في الضفة الغربية، وعلينا ان نوقف هذا العدوان". وكشف شعث ان مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي التقى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في وقت متقدم مساء أول من امس "سيتدخل للعمل على منع الاسرائيليين من اكمال مخططهم"، مشيراً الى وجود اتصالات مكثفة مع الإدارة الاميركية في هذا الشأن. وفي رده على سؤال، قال شعث: "قد يكون هدفهم الاميركيين تهدئة الأوضاع من أجل الهجوم على العراق ولكن هدفنا وقف العدوان على فلسطين". من جهته، قال وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات ان المسؤول الأوروبي سولانا "تفهم" الموقف الفلسطيني الذي طرحه عرفات والمتمثل بضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة وتفاهمات ميتشيل وان الوضع "لا يحتاج مبادرات جديدة". وقال عريقات: "الموقف الأوروبي ليس بعيداً عن طرح خطة شمولية تأخذ في الاعتبار عدم الفصل بين المسائل السياسية والأمنية". ووصف الوزير الفلسطيني ما تقوم به الحكومة الاسرائيلية بأنه "أعمال مافيا". وكانت القيادة الفلسطينية دعت الى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة للبحث في الاعتداءات الاسرائيلية وارسال مراقبين دوليين على وجه السرعة. وقال ان رسائل في هذا الشأن ارسلت الى الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان. الى ذلك، قال "منسق عمليات الجيش الاسرائيلي" في الضفة الغربية عاموس غلعاد انه "إذا انتصر الاميركيون في حربهم ضد العراق واستمر في المقابل التدهور الاقتصادي لدى الفلسطينيين ولم يتم التوصل الى اتفاق سياسي مقبول، فإن الاميركيين سيفرضون اتفاق سلام على طرفي النزاع". واعتبر غلعاد ان العام المقبل سيشكل "منعطفاً مهماً لصالح اسرائيل بسبب الهجوم الاميركي المتوقع على العراق". الى ذلك، قال مسؤول اسرائيلي لوكالة "فرانس برس" طالبا عدم ذكر هويته ان "الجيش الاسرائيلي سيواصل عملياته اذا لم تقدم السلطة الفلسطينية فعلا على منع الارهابيين من ارتكاب هجمات". وحذر المسؤول في المكتب الصحافي لرئاسة الحكومة الاسرائيلية: "اذا لم يكن لنا خيار اخر فاننا سنقوم بالعمل بانفسنا لضمان امن المدنيين في اسرائيل". وفي رد على سؤال حول الانتقادات الاميركية لعملية التوغل في خان يونس قال: "ان الاميركيين طلبوا منا تفادي عمليات من شأنها ان تشوش على التحضيرات لهجوم على العراق واننا ناخذ ذلك في الاعتبار ولكن مكافحة الارهاب قضية حيوية". واعربت الولاياتالمتحدة عن "صدمتها الشديدة" من العملية الاسرائيلية وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر اول من امس: "اننا قلقون للغاية من المعلومات حول الاعمال الاسرائيلية في غزة خلال نهاية الاسبوع والتي قتل خلالها او جرح عدد كبير من الفلسطينيين". واضاف باوتشر: "نعتقد ان على القوات الاسرائيلية ان تقوم بكل ما في وسعها لتفادي اصابة مدنيين او مكاتب انسانية". وتابع يقول ان واشنطن "تطلب من الجيش الاسرائيلي اجراء تحقيق عن الظروف التي وقعت فيها عمليات القتل هذه ونتوقع اتخاذ اجراءات فورية لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث المفجعة". واعتبر وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان العمليات الاسرائيلية ليس "مبررة" فيما دان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان العملية على غرار الاتحاد الاوروبي وفرنسا وروسيا ومصر. ودعا تجمع العلماء المسلمين في لبنان الدول العربية والاسلامية الى الاجتماع عاجلاً واتخاذ قرار بإيقاف كل اشكال المفاوضات مع اسرائيل رداً على مجزرة خان يونس. وطالب التجمع "بقطع العلاقات مع الكيان المغتصب من الدول العربية والاسلامية التي تقيم معه علاقات ديبلوماسية وإيقاف كل اشكال التطبيع معه". وشددت "حركة التجدد الديموقراطي" التي يرأسها النائب نسيب لحود على "ان القدس عاصمة الشعب العربي الفلسطيني ودولته العتيدة السيدة والمستقلة التي لا بد من ان تتجسد كتوطئة للسلام الشامل والعادل في المنطقة".