سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في الذكرى السنوية الأولى للحرب على الإرهاب وفي حادث يذكر بكارثة "كول"... غرق الباخرة يهدد بكارثة بيئية على شواطىء اليمن . تفجير ناقلة نفط فرنسية يربك باريس وصنعاء
اندلع حريق في ناقلة نفط فرنسية صباح أمس قبالة السواحل الشرقية لليمن المطلة على البحر العربي وعلى بعد 13 كيلومتراً من محطة تصدير النفط بمنطقة الشحر التابعة لمحافظة حضرموت. وفيما انتظرت باريس نتائج التحقيق اليمني لتعلق على اسباب الحادث، ربطتش مصادر مطلعة في باكستان بين الذكرى السنوية الأولى لضرب افغانستان التي تصادف اليوم وبين الانفجار الذي تعرضت له الناقلة الفرنسية، واعتبرت هذه المصادر في تصريحات الى "الحياة" ان الانفجار من ترتيب "القاعدة"، اذ يحرص التنظيم على الظهور بأنه لا يزال فاعلاً على رغم مرور عام على الضربة الاميركية والسعي الى القبض على المطلوبين الأولين في العالم زعيم "القاعدة" اسامة بن لادن وزعيم "طالبان" الملا محمد عمر. وأعلن مساء امس في صنعاء ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اتصل بالرئيس الفرنسي جاك شيراك وأطلعه على ما قامت به السلطات اليمنية لانقاذ 24 شخصاً من طاقم السفينة فيما بقي شخص واحد في عداد مفقوداً. كما اكد ان التحقيق مستمر لمعرفة هل ان الحريق "حادث أم من فعل فاعل". وقالت شركة "اوروناف" الفرنسية التي تملك الناقلة ان الانفجار الذي وقع على متنها ناجم عن "عمل متعمد" على رغم انه "لا تزال تنتظر تأكيد هذه الفرضية". وصرح مدير الشركة جاك موازان لوكالة "فرانس برس": "بالنسبة الينا أنه عمل متعمد لأن قوة شديدة وحدها قادرة على اختراق هذه الناقلة المزدوجة الهيكل التي لا يتجاوز عمرها السنتين". بدأ اشتعال النيران في السفينة الفرنسية "ليمبرغ" عند الثامنة صباحاً بتوقيت صنعاء، ولم يتمكن طاقم السفينة من السيطرة على الحريق حتى العاشرة حين انفجر أحد صهاريجها محدثاً دوياً هائلاً وتصاعدت ألسنة اللهب، في وقت بدأت السلطات اليمنية عملية اجلاء طاقم السفينة وعددهم 25 شخصاً بعد أقل من ساعة على الانفجار ونقلتهم إلى أحد فنادق مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت. وفيما أعلنت السفارة الفرنسية في تصريحات صحافية أدلى بها نائب القنصل العام الفرنسي في اليمن مارسيل جونكلاف بأن الناقلة الفرنسية تعرضت لهجوم من قارب صغير مليء بالمتفجرات، وقال: "يبدو انه هجوم من الطراز نفسه الذي استهدف المدمرة الأميركية "كول" في ميناء عدن قبل نحو عامين"، في اشارة إلى أن حادث الناقلة "ليمبرغ" عمل ارهابي. غير أن مسؤولين في الحكومة اليمنية أكدوا ل"الحياة" أن حادث أمس لا يشبه بأي شكل من الأشكال الهجوم الذي تعرضت له "كول" والذي نفذته عناصر إرهابية تنتمي لتنظيم "القاعدة" وأحيل ملف 15 متهماً بالمشاركة في العملية إلى السلطات القضائية منتصف الأسبوع الماضي، تمهيداً لمحاكمتهم واغلاق ملف "كول" باتفاق بين الجانبين اليمني والأميركي. وأكد مصدر في الحكومة اليمنية في تصريح صحافي وزعته وكالة الأنباء اليمنية سبأ أن الناقلة الفرنسية كانت على بعد 13 كيلومتراً من محطة تصدير في منطقة الشحر لحظة وقوع الحادث. وقال إن التيارات والرياح لا تزال تجرف الناقلة وهي مشتعلة باتجاه سواحل مدينة المكلا، فيما تقوم وزارة النقل والشؤون البحرية باتصالات مع ملاك الناقلة وشركات التأمين لارسال قاطرات انقاذ بأسرع وقت ممكن لمحاولة اطفاء الحريق والحد من آثار التلوث البحري والحيلولة دون وصول الناقلة إلى الشاطئ، خصوصاً أنها تحمل 3500 ألف برميل من النفط الخام، ويخشى أن تلحق أضراراً جسيمة بالمدينة من جراء تفجر خزانات الوقود بالقرب من شواطئها، فيما ارسلت الهيئة العامة للشؤون البحرية قارباً لمكافحة التلوث البحري من ميناء عدن ليقوم بمحاصرة التلوث ومكافحته. وقال المصدر الحكومي ان الاتصالات التي تم تلقيها من قبطان السفينة بعد الحادث أشارت إلى أن حريقاً شب بداخلها وأن جهوداً تبذل للسيطرة عليه، إلا أن انفجاراً حدث بعد ذلك أدى إلى اشتعال حريق هائل اضطر قبطان الناقلة وأفراد طاقمها إلى التخلي عنها حوالى الساعة 52.11 صباحاً. وأكد المصدر أن السلطات اليمنية شرعت على الفور باجراء التحقيق في الحادث للكشف عن ملابساته. وعلمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية غربية في صنعاء أن اتصالات جرت أمس بين مسؤولين في الحكومتين اليمنية والفرنسية لمعالجة آثار الحادث والكشف عن الأسباب الحقيقية لاندلاع الحريق في الناقلة الفرنسية. وكان رئيس الوزراء اليمني عبدالقادر باجمال شكل غرفة عمليات برئاسة القبطان سعيد يافعي وزير النقل والشؤون البحرية وعضوية وزيري النفط والمعادن والسياحة والبيئة ومحافظ محافظة حضرموت لاتخاذ التدابير اللازمة لاخماد الحريق ومكافحة التلوث البحري. وعلى رغم اعتقاد السلطات اليمنية بأن الحريق الذي اندلع في الناقلة الفرنسية "ليمبرغ" مجرد حادث وليس عملاً "إرهابياً" مدبراً يشبه الهجوم الذي تعرضت له المدمرة الأميركية "كول" في عدن قبل عامين، إلا أن الحادث ظل غامضاً حتى ليل أمس ومثيراً للقلق في الأوساط الشعبية والحكومية التي تخشى أن تكون لجماعة أسامة بن لادن أو تنظيم "القاعدة" يد في الحادث، ما يعني الاضرار بالجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية لمكافحة الإرهاب ومنع تسلل العناصر الإرهابية إلى أراضيها، خصوصاً أن ملف تفجير المدمرة "كول" لا يزال في طريقه إلى القضاء. وفي باريس قال الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية ان السلطات اليمنية تجري تحقيقاً لتحديد اسباب الانفجار وان "من السابق لأوانه التعليق على هذه الاسباب". وأوضح ان الناقلة عبأت حمولتها في السعودية وكانت في طريقها الى ماليزيا.