} موسكو، كوبنهاغن - "الحياة" - سعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس، الى تصدير مشكلته مع الشيشان الى الخارج. وانتهز مناسبة عقد مؤتمر حول الشيشان في الدنمارك لافتعال ازمة مع كوبنهاغن التي الغى زيارته اليها لحضور قمة روسيا - الاتحاد الاوروبي المقررة في 11 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، مما اجبر منظمي القمة الاوروبيين على نقلها الى بروكسيل لتفادي التصعيد مع موسكو. راجع ص 8 وفي الوقت نفسه، تفادى المسؤولون الروس اعطاء توضيحات عن الغاز في عملية اقتحام مسرح دار الثقافة السبت الماضي والذي اسفر عن مقتل 116 رهينة نتيجة تسمم، فيما لا يزال حوالى 45 من الرهائن المحررين في حال خطرة ويعاني 150 آخرين من عوارض مرضية تستوجب ابقاءهم في المستشفيات. وقال خبراء اوروبيون ان الغاز الذي استخدمته القوات الروسية ربما يكون من النوع المعروف باسم "بي زد" وسبق ان استخدمه الاميركيون في حرب فيتنام، كما استخدمه الصرب ضد الالبان في كوسوفو. ومن شأن استخدام هذا الغاز الذي يؤثر على الجهاز العصبي بكميات ضخمة، الى قتل مجموعات كبيرة من الناس حتى في اماكن مفتوحة. وفي وقت دعا احمد زكاييف ممثل الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف في مؤتمر كوبنهاغن القيادة الروسية الى اجراء محادثات لحل المشاكل سلماً بين الطرفين، صعد بوتين لهجة التحدي وهدد في اول اجتماع لمجلس الوزراء بعد "تحرير الرهائن"، بشن حرب على "الارهابيين ومن يقف وراءهم فكرياً ومالياً في كل مكان". واعتبر ان خطر استخدام وسائل القتل الجماعي اصبح جدياً، وتوعد بالرد "بأقوى اسلوب على من يفكر في القيام بعمل ضدنا". وترافق ذلك مع عرض الاجهزة الأمنية الروسية على الصحافيين امس، تسجيلات صوتية لمحادثة أُجريت عشية اقتحام المسرح بين احد الخاطفين و"أعوان له" خارج الحدود الروسية تحدث فيها عن اعتزامهم البدء في قتل الرهائن بسبب عدم استجابة موسكو مطالبهم. وذكرت الاجهزة الأمنية انها تبحث عن سيدة كانت بين الرهائن أفرج الخاطفون عنها في وقت مبكر، بعدما سلموها شريط فيديو سجلوا عليه الوضع داخل صالة المسرح إثر سيطرتهم عليها. لكن الغريب ان السيدة "اختفت" بعد الافراج عنها مباشرة. وتخوف مراقبون في اوروبا امس، من ان تستغل السلطات الروسية حادث خطف الرهائن في موسكو، لشن حرب شعواء على الشيشان، مشيرين الى دعوة الكرملين امس، المقاتلين الشيشان الى الاستسلام والقاء سلاحهم في مقابل العفو عنهم.