لندن - رويترز، أ ف ب - قال المعهد القومي للدراسات الاقتصادية والاجتماعية أمس ان بريطانيا جاهزة للانضمام للعملة الاوروبية الموحدة يورو، اذ ان دورة اعمالها اصبحت متوافقة الان مع دورة اعمال منطقة اليورو. ومع بقاء ثمانية اشهر قبل ان تقيم الحكومة المعايير الاقتصادية الخمسة التي حددتها للانضمام لليورو، يقول المعهد ان الفجوة بين دورة الاعمال في منطقة اليورو وفي بريطانيا تقلصت بدرجة كبيرة. وقال مارتن ويل مدير المعهد في مؤتمر صحافي: "تشير الدلائل السياسية الى ان احتمالات اجراء استفتاء تباعدت. ومن المفترض ان يتدعم ذلك بتأكيد ان المعايير الخمسة لم تتحقق". واضاف: "لكن في رأينا فان هذه المعايير تحققت بالقدر الذي يمكن ان تصل اليه". وقالت الحكومة انها تفضل الانضمام لليورو اذا ما تحققت المعايير الاقتصادية التي وعدت بتقويمها بحلول حزيران يونيو سنة 2003. واذا تحققت المعايير تعتزم الحكومة طرح الامر في استفتاء شعبي. وزاد ويل انه على مدى 40 عاماً لم يكن هناك دليل قاطع يشير الى ان دورة الاعمال في بريطانيا اكثر تماشياً مع دورة الاعمال في منطقة اليورو من دول اخرى خارج المجموعة. لكن العلاقة اتضحت بدرجة اكبر عندما تم تثبيت سعر الفائدة لذلك ربما يكون من الافضل بالنسبة الى بريطانيا الانضمام للعملة الموحدة اولاً ثم انتظار ان ترتفع دورة اعمالها بدلاً من ان تفعل العكس. لكن العديد من المعلقين توقعوا ان تترك الحكومة هذا الامر خلال الدورة البرلمانية الراهنة خصوصاً مع التهديدات بشن حرب على العراق والخلافات التي ظهرت في الفترة الاخيرة في شأن القواعد المالية للاتحاد. وقالت دراسات اخرى ان بريطانيا ربما لا تتمكن من تحقيق المعايير الخمسة في الوقت الراهن، اذ انه على رغم ظهور درجة من الاقتراب من تحقيقها الا ان النتائج ليست حاسمة. النمو والنفط أظهرت بيانات رسمية أمس ان الاقتصاد البريطاني نما في الربع الثالث من السنة الجارية بأسرع معدلاته منذ أكثر من عامين. وقال مكتب الاحصاءات الوطنية ان اجمالي الناتج المحلي نما بنسبة 0.7 في المئة في الربع الثالث ليصل معدل النمو السنوي الى 1.7 في المئة منذ الربع الثالث من العام الماضي. وكان معدل النمو في الربع الثاني 0.6 في المئة، كما ان الاقتصاديين كانوا يتوقعون ان يبلغ النمو 0.6 في المئة في الشهور الثلاثة من تموز يوليو الى نهاية أيلول سبتمبر الماضي. وأظهرت البيانات ان قطاع الخدمات نما بمعدل 0.8 في المئة في الشهور الثلاثة ليصل معدل نموه السنوي الى 2.2 في المئة. وجاء هذا في أعقاب نمو القطاع بنسبة 0.6 في المئة في الربع الثاني، كما انه مثل أسرع معدل نمو منذ الربع الاول من العام الماضي. وقال المكتب ان التقديرات تشير الى نمو ناتج القطاع الصناعي مع ارتفاع ناتج الصناعات التحويلية والطاقة والمياه وانخفاض عمليات استخراج المعادن. وتدهور الانتاج النفطي البريطاني من بحر الشمال في آب اغسطس الماضي الى ادنى مستوياته الشهرية منذ آذار مارس عام 1992 بسبب عطل كهربائي وجمود حركة الاستثمارات، بحسب تقرير ل"رويال بنك اوف سكوتلاند". وجاء في التقرير ان الانتاج النفطي تراجع بواقع 83،1 مليون برميل في اليوم في آب الماضي، اي ما نسبته 3،9 في المئة مقارنة بآب عام 2001، والى ادنى مستوياته منذ عشرة اعوام. وتراجع انتاج الغاز ايضا بنسبة 3،1 في المئة مقارنة بالمستوى الذي سجله في آب عام 2001. واعتبر المحللون في البنك ان قسما كبيراً من التدهور نسب الى عطل كهربائي في احد الحقول النفطية، لكن القسم الاكبر من المشكلة يعود لجمود حركة الاستثمارات الذي يشكل قلقاً للصناعة النفطية. وتمثل الولاياتالمتحدة 25 في المئة من الطلب العالمي على النفط. ويتراجع الانتاج النفطي البريطاني في بحر الشمال باستمرار منذ نهاية التسعينات. فبعدما سجل رقما قياسياً من 8،2 مليون برميل في اليوم في عام 1999، عاد الانتاج الى التراجع الى 6،2 مليون برميل يومياً في 2000 و2،2 مليون برميل يومياً في 2001.