أنقرة - "الحياة" - نفى الناطق باسم الخارجية التركية يوسف بولوطش أنباء أميركية ان واشنطن طلبت من أنقرة تعزيز قواتها على الحدود العراقية وزيادة عديدها داخل الأراضي العراقية. وأكد ان زيادة القوات التركية المتمركزة في شمال العراق تتعلق بالموقف الأمني والمصلحة الوطنية التركية: "فهذان العاملان يحددان حاجتنا الى زيادة قواتنا هناك أو سحبها من المنطقة". وفي الوقت ذاته أكد نيشيرفان بارزاني "رئيس الحكومة" الاقليمية في اربيل التابعة ل"الحزب الديموقراطي الكردستاني" ان انقرة لم تفاتح حزبه بموضوع زيادة عدد القوات التركية في شمال العراق، لكنه أكد وجود حركة نشطة وتعزيزات عسكرية في الجانب التركي على الحدود مع العراق، مشيراً الى أن زيادة عديد القوات التركية في كردستان العراق يجب ألا يتم - اذا حصل - من دون التشاور مع "الحزب الديموقراطي"، مؤكداً ان الحزب يرفض أساساً أي تدخل اقليمي في المنطقة. جاء ذلك خلال زيارة وفد من "الحزب الديموقراطي" الى انقرة ضم الى بارزاني مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب هوشيار زيباري. وتهدف الزيارة الى تخفيف حدة التوتر في العلاقات بين "الحزب الديموقراطي" وأنقرة مطالبة الأكراد بتوسيع حكمهم ليشمل مدينة كركوك وتهديد تركيا بدخول شمال العراق عسكرياً. واتهم بارزاني الاعلام التركي بتضخيم حجم الخلاف بين الجانبين وأكد ان حزبه حريص على المحافظة على علاقات جيدة وسليمة مع انقرة قائمة على أساس الصداقة والاحترام المتبادل. وفي المقابل عبر الناطق باسم الخارجية التركية عن أمله في أن يتجاوز الطرفان ما حدث من أجل بناء علاقات جيدة. وفي رده على سؤال عما اذا كانت واشنطن قد مارست ضغوطاً أو لعبت دور الوسيط لتهدئة الوضع بين انقرة و"الحزب الديموقراطي" قال بارزاني: "واشنطن صديق لكلا الطرفين ويهمها بالطبع المحافظة على علاقاتنا الجيدة مع أنقرة". ويرى المراقبون ان المصالح المشتركة بين انقرة و"الحزب الديموقراطي" والتطورات الدولية المتسارعة بشأن العراق، والاهتمام الأميركي ببقاء الأوضاع هادئة في الشمال ساعدت في دفع كلا الطرفين الى تجاوز مرحلة التوتر ومد الجسور بين الطرفين من جديد بعد فسحة من الزمن استغلها كل من الطرفين في رسم خطوطه الحمر مقابل الطرف الآخر. الى ذلك أ ف ب اعلن وزير الداخلية الايراني عبد الواحد موسوي لاري ان اقليم كردستان الايراني شمال غرب هو "الاكثر امانا في البلاد"، نافيا ان يكون "الانفصاليون المسلحون استأنفوا نشاطاتهم فيه". وكانت الصحف الايرانية نشرت في 19 تشرين الاول اكتوبر عن اغتيال احد قادة الحرس الثوري الاسلامي بسدران في كردستان، مشيرة من دون ذكر اي مصدر الى ان "حركة كومالي" الانفصالية الكردية المحظورة مسؤولة عن الاغتيال. ونقلت صحيفة "سيداي الادالات" أمس عن موسوي لاري نفيه ان تكون حركة كومالي "التجمع" باللغة الكردية استأنفت نشاطها في هذا الاقليم، مشيرا الى انه "الاكثر امانا في البلاد"، وشدد على انه "ليس هناك اي توتر في كردستان" و"حركة كومالي"، التي حظرتها ايران، هي من المنظمات الكردية الايرانية المعارضة. وشاركت في الانتفاضة المسلحة التي اجتاحت مناطق في كردستان العراق في اعقاب الثورة الاسلامية.