وصف سياسيون أكراد دعوة تركيا رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني إلى زيارتها بصفته رئيساً للإقليم، بأنها تغيير إيجابي في موقف أنقرة تجاه الأكراد، واعتراف بالإقليم الكردي. وتعلّق الأوساط الكردية آمالاً عريضة على هذه الزيارة والنتائج التي ستحققها لمصلحة الطرفين بعد مرحلة اضطراب في العلاقة تخللتها تهديدات واتهامات تركية للإقليم بمساعدة حزب «العمال الكردستاني». جاء ذلك في وقت أكدت مصادر أمنية كردية أن فتاة قروية في ال13 من عمرها قُتلت خلال قصف المدفعية الإيرانية على قرى حدودية أمس. وقالت هذه المصادر إن القصف الإيراني الذي استهدف قرية ويزة في منطقة جومان على الحدود بين العراق وإيران خلف أضراراً مادية بمنازل سكان القرية ومحاصيلهم الزراعية، مشيراً الى نزوح حوالى 30 عائلة من منازلها نتيجة القصف. وتهاجم القوات الإيرانية بالمدفعية من حين إلى آخر عناصر «حزب الحياة الحرة» (بيجاك) الذي يطالب بإقامة وطن للأكراد في مناطق شمال غربي إيران. وقال رئيس قائمة «التحالف الكردستاني» في محافظة أربيل سامي شورش في تصريح إلى «الحياة» إن دعوة أنقرة لرئيس الإقليم مسعود بارزاني إلى زيارتها باعتباره رئيساً لإقليم كردستان «تعبر عن تغيير كبير في موقف تركيا تجاه الشعب الكردي داخلها، وتجاه إقليم كردستان العراق. أنقرة بدأت تغير موقفها حيال إقليم كردستان نحو اتجاه واقعي منطقي يسعى إلى بناء علاقات اقتصادية وتجارية متينة». وأضاف شورش أن «إقليم كردستان أثبت استقراره أمنياً، إضافة إلى جهوده الكبيرة في مكافحة الإرهاب والعنف (...) أعتقد بأن من شأن توجه أنقرة أن يساعد على تنمية العلاقات الكردية - التركية وما سيتمخض عن هذه التنمية من تحقيق مصالح واسعة للطرفين». وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أوضح خلال كلمة ألقاها في برلمان الإقليم أول من أمس السبت أن «العلاقات بين الإقليم وتركيا تسير في شكل إيجابي، وأن تركيا دولة لها دورها الإقليمي وتأثير في الإقليم. لذا فإن تعزيز العلاقات مع تركيا وتطويرها يساعد على تعزيز أمن وتقدم واقتصاد الإقليم. ودعتنا تركيا كرئيس الإقليم لزيارتها وسنتوجه إليها في المستقبل القريب لتمتين علاقاتنا وتعزيز تفاهمنا». يذكر أن هذه ستكون الزيارة الأولى التي يقوم بها مسعود بارزاني الى تركيا بصفته رئيساً لإقليم كردستان، فيما كانت تركيا ترفض في السابق الاعتراف بالإقليم الكردي في العراق وتتهمه بدعم حركة حزب العمال الكردستاني المعارضة في تركيا. وذكر القيادي في قائمة «التحالف الكردستاني» محمود عثمان أن دعوة تركيا رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لزيارتها تحمل دلالات تحسن العلاقات بين الطرفين. وأوضح عثمان في تصريح إلى «الحياة» أن دعوة تركيا «تحمل دلالات إيجابية على تحسن العلاقات بين الجانبين، تركيا وإقليم كردستان العراق، على الصعيد السياسي بعدما شهدت العلاقات تقدماً واضحاً على الصعيدين الاقتصادي والتجاري. وسبق أن زار كثير من الوزراء الأتراك إقليم كردستان العراق في شكل رسمي. هذه الدعوة تُعتبر إعادة نظر في السياسة التركية التي كانت ترفض الاعتراف بالإقليم». وكانت العلاقات بين تركيا وإقليم كردستان تتسم بالتوتر، إذ كانت المدفعية التركية وطيرانها الحربي يمارسان حملات حربية داخل حدود العراق، بحجة استهداف مقاتلي «حزب العمال الكردستاني» الذي يقاتل أنقرة منذ ثمانينات القرن الماضي.