نسفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل مقاتل فلسطيني في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة فجر أمس، ما ادى الى تدمير اربعة منازل مجاورة والحاق أضرار جسيمة بأكثر من 19 منزلاً آخر. وأصيب 23 فلسطينياً بينهم عدد كبير من الأطفال برصاص قوات الاحتلال أثناء توغل دباباتها وجرافاتها في حي السلام شرق المدينة حيث منزل الشهيد محمد القصير الذي هاجم دورية عسكرية إسرائيلية قرب مجمع مستوطنات "غوش قطيف" اليهودي غرب مدينة خان يونس في الثاني عشر من شباط فبراير الماضي. وأرغمت قوات الاحتلال عائلة الشهيد بالقوة على الخروج من منزلها وزرعت فيه الديناميت وفجرته ما الحق أضرار بسبعة منازل مجاورة. وخرج مئات المواطنين من منازلهم أثناء ساعات الليل للتصدي لقوات الاحتلال التي توغلت بنحو 15 دبابة و جرافة في الحي وهي تطلق النار الكثيف في كل الاتجاهات . وقالت مصادر طبية في مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار ان 23 مواطناً وصلوا إلى المستشفى مصابين بأعيرة نارية معظمهم من الأطفال. وكانت سلطات الاحتلال أخطرت مساء الثلثاء عشرات من العائلات اللاجئين القاطنين في منازلهم في بلوك "O" بمخيم يبنى المحاذي للشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر في مدينة رفح 40 كلم جنوب مدينة غزة بإخلاء منازلها تمهيداً لهدمها. وتوقع اللاجئون والمراقبون أن تقوم قوات الاحتلال بهدم عشرات المنازل في بلوك "O" أثناء ساعات ليل الثلثاء- الأربعاء، إلا أنها لم تفعل، بل توغلت في حي السلام غير البعيد عن المكان المقصود وهدمت منزل الشهيد القصير. وقال أحد سكان بلوك "O" ل"الحياة" أن القلق يساورهم أن تأتي جرافات الاحتلال في اي لحظة لهدم منازلهم. وكانت قوات الاحتلال هدمت منذ اندلاع الانتفاضة أكثر من 400 منزل معظمها في بلوك "O" وألحقت أضراراً جسيمة بنحو 1500 منزل آخر. وتهدف قوات الاحتلال من ذلك إقامة شريط عازل بعرض 150 متراً بمحاذاة الشريط الذي تسيطر عليه والبالغ طوله نحو تسعة كيلو مترات. من جهة أخرى، قال شهود قاطنون في شمال مدينة رفح قرب مستوطنة "موراغ" اليهودية المعزولة التي تفصل بين المدينة ومدينة خان يونس أنهم سمعوا ليل الثلثاء - الأربعاء صوت انفجارات وتبادل لإطلاق النار في محيط المستوطنة. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية أن قوات الاحتلال لاحقت فلسطينيين حاولا التسلل إلى المستوطنة، حيث وقعت اشتباكات مسلحة معهما، قبل أن تمشط المنطقة. وأعلنت "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى"، الذراع العسكرية ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، أن إحدى مجموعاتها هاجمت المستوطنة المذكورة. وقالت في بيان حصلت "الحياة" على نسخة منه إن "المجموعة استطاعت الاقتراب من مباني المستوطنة وإمطارها بالقنابل اليدوية، وعلى ضوء ذلك اشتبك عناصر المجموعة مع جنود الاحتلال الموجودين في المستوطنة الذين ساندتهم طائرة عسكرية، واستمر الاشتباك اكثر من 15 دقيقة"، لافتة إلى أن "المجموعة انسحبت بعدئذ من دون أن تتكبد أي خسائر". واشارت "الكتائب" إلى ان العملية تأتي في "إطار الإصرار الفلسطيني على مجابهة العدوان الصهيوني بحق شعبنا ومدننا وقرانا في رفح وخان يونس وطولكرم وجنين ورام الله والقرى وكل القوى الفلسطينية داخل الوطن". وفي الضفة الغربية، أ ف ب، هدم الجيش الاسرائيلي قبيل فجر أمس منزل الفلسطيني شادي علي نجمي 27 عاماً في مخيم عين بيت الما قرب نابلس، والذي قتل اثنين من الاسرائيليين قرب تل ابيب قبل ان يقتل في آذار مارس الماضي. وفجر الجنود الاسرائيليون المنزل بعدما أجلوا افراد العائلة الخمسة الذين كانوا يقيمون فيه. وكان نجمي الذي ينتمي الى حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اطلق النار في آذار الماضي على فندق في شمال تل ابيب، ما أدى الى مقتل اثنين من الاسرائيليين وجرح خمسين آخرين قبل ان يقتل. وذكر سكان في قرية جفتلك في وسط وادي الاردن الخاضع لسيطرة اسرائيل ان الجيش الاسرائيلي دمر منزلين وثلاثة محلات تجارية. ولم يعرف على الفور سبب هدم هذه المنازل. الى ذلك، صرح مصدر عسكري اسرائيلي بأن الجيش الاسرائيلي اوقف ليل الثلثاء - الاربعاء تسعة فلسطينيين يجرى البحث عنهم في قطاعي رام الله والخليل في الضفة الغربية وفي رفح جنوب قطاع غزة.