سقط شهيدان فلسطينيان وأصيب أربعة آخرون امس في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة أمس برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي التي هدمت سبعة منازل كليا واثنين آخرين جزئيا في أحدث هجوم في القطاع بعد مجزرة خان يونس التي راح ضحيتها 16 شهيدا ونحو136 جريحا. قتل الشاب ايهاب فتحي المغيّر 18 عاما بعيار ناري في الصدر فيما قتل الطفل ثائر صلاح الحوت 12 عاما بعيار ناري في رأسه أثناء توغل إسرائيلي بالدبابات والجرافات في مخيم يبنا جنوبالمدينة المحاذي للشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر فجر امس . وكانت الجرافات الإسرائيلية تقدمت فجراً تحت حراسة عدد من الدبابات وغطاء كثيف من الرصاص وقذائف الدبابات في عدد من المناطق المحاذية للشريط الحدودي بغية هدم عدد من المنازل فيها. وساندت ثلاث مروحيات من نوع "أباتشي" أميركية الصنع الدبابات والجرافات ووفرت لها غطاءً جويا ساهم في إنجاز مهمتها في القتل والهدم والتدمير. وتصدى مقاتلون ومقاومون لقوات الاحتلال بقذائف "آر.بي.جى" و"قسام" ما أدى إلى إعطاب دبابة وجرافة . وقالت "كتائب الشهيد عز الدين القسام" الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الإسلامية" حماس وكتائب شهداء الأقصى الذراع العسكرية لحركة "فتح" في بيانين منفصلين انهما دمرتا دبابتين إسرائيليتين أثناء الهجوم. ونعت كتائب شهداء الأقصى في بيانها الشهيد المغير الذي قالت انه كان أحد عناصرها النشطة في مقاومة الاحتلال. وكانت قوات الاحتلال أعلنت عبر مكبرات الصوت في المنطقة التي توغلت فيها نحو 200 متر فرض نظام حظر التجول على المنطقة الذي لم يمتثل له الفلسطينيون وخرج عشرات المقاتلين لمواجهتها. إلا أن أعدادا كبيرة من العائلات بينهم الأطفال والنساء نزحت من منازلها خشية هدمها، ولجأت الى منازل في أماكن بعيدة نسبيا عن مسرح العملية لدى أقارب أو أصدقاء. وجاء سقوط الشهيدين الحوت والمغير بعد سقوط شهيدين آخرين مساء أول من أمس في مدينة رفح التي تعد الأكثر فقرا بين محافظات الضفةالغربية وقطاع غزة. وبسقوط الشهيدين الآخيرين يصل عدد شهداء محافظة رفح إلى نحو 172 شهيدا. وكان آلاف الفلسطينيين في المدينة شيعوا بعد صلاة الظهر جثماني الشهيدين إلى مثواهما الأخير في مقبرة الشهداء وسط صرخات ودعوات الانتقام لدماء الشهداء و الجرحى. إلى ذلك، واصلت الجرافات الإسرائيلية تجريف عشرات الدونمات الزراعية الواقعة على شمال مقبرة الشهداء شرق مدينة ومخيم جباليا. وقال شهود ومصادر عسكرية فلسطينية أن الجرافات التي واصلت عملها أمس لليوم الرابع على التوالي جرفت أكثر من 300 دونم مزروعة بأشجار الزيتون والحمضيات والنخيل وغيرها، في محاولة لخلق أكبر منطقة عازلة قرب خط الهدنة الخط الأخضر الفاصل بين أراضى قطاع غزة وأراضي فلسطين 48. ونددت منظمات حقوق الإنسان بجرائم الاحتلال وعدوانه، خصوصاً عمليات الاقتحام المتكرر للمدن وما يرافق ذلك من تدمير شامل لكثير من المرافق واستهداف المنازل والمنشآت المدنية . وطالب مركز الميزان لحقوق الإنسان في بيان أصدره أمس في أعقاب جريمة رفح الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وقت الحرب بالتدخل الفوري والعاجل لوقف انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة للاتفاقية، وضمان احترام تطبيقها في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة.