فرض تنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه اسامة بن لادن نفسه على كل الجهود المبذولة لاحتواء اعمال ارهابية محتملة، او التحقيق في اعمال مماثلة نفذت في السابق. ومن اللافت ان وقع هذه الاعمال امتد من الخليج، وتحديدا الى الكويت واليمن، وصولا الى الفيليبين وماليزيا، مرورا بباكستان حيث هددت منظمة قريبة الى "القاعدة" بتنفيذ صربة في الولاياتالمتحدة تسقط من 35 الى 40 ألف قتيل. وفي وقت أكدت مصادر يمنية مطلعة ل"الحياة" ان التحقيقات في تفجير الناقلة الفرنسية "ليمبورغ" لا تستبعد ضلوع تنظيم "القاعدة"، وقع حادث جديد في الكويت عندما ادّعى شخص يحمل قنابل مولوتوف ان أسامة بن لادن أرسله لضرب أهداف أميركية، ووقعت انفجارات قوية في زامبوانغا في الفيليبين أوقعت ستة قتلى ونحو 150 جريحاً، يشتبه في ان جماعة إسلامية متشددة مرتبطة ب"القاعدة" مسؤولة عن الانفجارات التي استهدفت هذه المدينة ذات الغالبية المسيحية في منطقة غالبية سكانها مسلمون. وحذرت منظمة باكستانية محظورة معروفة بقربها الى "القاعدة" من عملية على الأراضي الأميركية "يذهب ضحيتها 35 - 40 الف قتيل". ونصحت المسلمين المقيمين في أميركا بالرحيل لتجنب تعرضهم إلى أذى. وصدر التحذير عن منظمة "لشكر جهنكوي" في بيانات أرسلتها عبر البريد الالكتروني إلى صحف باكستانية، وتبنت فيها الهجمات بالطرود المفخخة على مقار مكافحة الارهاب في كراتشي. راجع ص 8 لكن الأنظار بقيت مُركّزة على أندونيسيا في أعقاب تفجير بالي الذي أوقع أكثر من 200 قتيل. وبدا أمس ان جاكرتا خضعت لضغوط غربية تُطالبها بتوقيف زعيم "الجماعة الإسلامية" الشيخ أبو بكر باعشير. إذ أعلنت الشرطة انها استدعته للتحقيق غداً السبت للإشتباه في علاقته بهجمات استهدفت كنائس العام 2000 وللإستماع الى رده على مزاعم أوردها ضده شخص كويتي يُدعى عُمر الفاروق مُعتقل في أميركا بتهمة انه كان صلة الوصل بين "القاعدة" و"الجماعة الإسلامية". وأعلن البيت الابيض ان الرئيس جورج بوش ورئيسة اندونيسيا ميغاواتي سوكارنو بوتري اتفقا خلال محادثة هاتفية استمرت 20 دقيقة أمس على ان انفجار بالي يتطلب "رداً سريعاً وحاسماً"، وان الرئيس الأميركي اتفق معها "على العمل سويا مع حكومات أخرى معنية خصوصاً حكومة استراليا لتقديم الضالعين للعدالة". وتزامنت المحادثة مع إعلان ناطق باسم الشرطة الاندونيسية انها استدعت رجل الدين الاسلامي ابو بكر باعشير لاستجوابه في ما يتعلق باعترافات عمر الفاروق عضو تنظيم "القاعدة" الذي اعتُقل في حزيران يونيو الماضي في أندونيسيا وسُلّم للولايات المتحدة. وتردد ان الفاروق أبلغ المحققين الأندونيسيين الذين استجوبوه أخيراً، وهو في عهدة الأميركيين، ان باعشير متورط في سلسلة تفجيرات استهدفت كنائس في جاكرتا عشية عيد الميلاد العام 2000، كما انه كشف للمحققين علاقة تنظيم "القاعدة" ب"الجماعة الإسلامية". وينفى باعشير اي صلة له بالارهاب. وهو أكد في تصريحات للصحافيين من منزله في مدينة سولو في وسط جاوة انه تلقى إخطاراً من الشرطة للحضور الى جاكرتا لاستجوابه السبت. وقال: "سأتوجه الى مكتب الشرطة للاستجواب". ونُسب اليه قوله انه اذا تم توقيفه، فإن "المسلمين والاندونيسيين سينزلون الى الشوارع" وان "الحكومة الاندونيسية ستكون مهددة بالتفكك في حال تعاونت مع الاميركيين". لكنه أوضح انه "لا يتحدث عن اعمال عنف وانما عن تعبئة سلمية لكل الاندونيسيين". وفي صنعاء، أكدت ل"الحياة" مصادر مطلعة أمس أن الأجهزة الأمنية اليمنية اعتقلت العشرات من المشتبه في علاقتهم بحادث الناقلة الفرنسية "ليمبورغ" قبالة سواحل المكلا، بعدما أثبتت فحوص العينات التي وجدت لبقايا حطام قارب صغير على ظهر الناقلة أنه كان مليئاً بمادة "تي ان تي" أو "سي 4" الشديدة الانفجار. وتعود البقايا لقارب استخدم في الهجوم على الناقلة اثناء مرورها باتجاه ميناء الضبة النفطي. وأعلن وزير الداخلية اليمني اللواء رشاد العليمي ليل الأربعاء - الخميس أن ما توصلت إليه أجهزة الأمن اليمنية وبمشاركة فريقي التحقيق الفرنسي والأميركي من براهين وأدلة يؤكد أن ما تعرضت له الناقلة الفرنسية هو عمل إرهابي مدبر تم بقارب محمل بالمتفجرات، وأن الأجهزة الأمنية توصلت إلى المنزل الذي يُعتقد أن القارب الذي استخدم في العملية أعد فيه. وقالت مصادر يمنية قريبة من فريق التحقيق ل"الحياة" ان ما تعرضت له الناقلة الفرنسية يشبه إلى حد كبير الهجوم على المدمرة الأميركية "كول" في ميناء عدن قبل عامين. غير أن هذه العملية "دقيقة للغاية وهي في غاية الاتقان إلى درجة أنها فرضت على المحققين شكوكاً بعدم وجود عمل إرهابي". وفي الكويت، تسبب شاب مختل عقلياً يبلغ من العمر 17 عاماً في استنفار أمني كبير حول مبان يقطنها أميركيون في منطقة "المهبولة" على بعد 25 كيلومتراً جنوب العاصمة الكويتية. وقال مصدر مطلع ل"الحياة" ان الشاب واسمه عبدالمحسن المقاطع أبلغ رجال أمن استوقفوا سيارة كان يقودها قرب المباني انه مكلف من اسامة بن لادن بمهاجمة الأميركيين القاطنين فيها، ولدى تفتيش السيارة تبين وجود بعض الزجاجات المملوءة بالبنزين. وهرعت فرقة من القوات الخاصة الى المنطقة حيث توجد ناطحتا سحاب اسمهما "عالية" و"غالية" يقطنهما مئات الاجانب، بينهم أميركيون. كما حضرت وحدة مكافحة المتفجرات ومعها "روبوت" خاص بالتعامل مع الوضع. لكن تبين ان الأمر ليس بتلك الخطورة، ولم يتم اخلاء سكان المبنيين بل قال رجال الأمن لسكانهما ان ما يحدث حولهم لا يعدو تدريباً لقوات الأمن. وجرى تحويل الشاب الى جهاز أمن الدولة لمزيد من التحقيق. ويأتي هذا الحادث ليزيد من التوتر الموجود أساساً منذ حادث الهجوم على "المارينز" في جزيرة فيلكا قبل 10 أيام. ويشار الى أن التنظيم المتعاطف مع "القاعدة" الذي لا يزال أعضاؤه الخمسة عشر رهن التحقيق لدى النيابة العامة كان ذكر لرجال الأمن ان مبنيي "عالية" و"غالية" كانا ضمن خمسة أهداف درسها التنظيم كأهداف محتملة لضرب الأميركيين مما جعلها تحت حراسة أمنية مشددة منذ اكتشاف التنظيم.