عقدت في صنعاء أمس قمة ثلاثية يمنية - سودانية - أثيوبية جمعت الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي. وأكدت مصادر يمنية ل"الحياة" أن القمة الثلاثية "ليست موجهة ضد أحد أو حلفاً ثلاثياً موجهاً، وأنما هناك قضايا تهم هذه الدول في منطقة القرن الافريقي والبحر الاحمر إضافة الى المسألة الصومالية والقضايا محل الاهتمام المشترك". وقالت أن دولاً أخرى وجهت اليها الدعوة اعتذرت عن المشاركة في القمة. التقى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الرئيس السوداني عمر البشير ظهر وعقدا جلسة مغلقة، قالت "وكالة الانباء اليمنية" سبأ انهما بحثا خلالها في مجالات التعاون الثنائي السياسية والاقتصادية والامنية. وأوضحت أن الرئيسين تشاورا في شأن المستجدات الاقليمية والعربية والدولية والتطورات في الاراضي الفلسطينية والتهديدات بضرب العراق، وأكدا رفضهما استخدام القوة ضد هذا البلد. وأكد الرئيسان موقفهما من التطورات في منطقة القرن الافريقي وضرورة انجاح مؤتمر المصالحة الصومالية المقرر عقد في نيروبي اليوم. وعقد الرئيس اليمني جلسة محادثات مغلقة مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي الذي وصل الى صنعاء اول من أمس وبحثا في قضايا التعاون الثنائي وتطوير مجالات التعاون، وعرضا وجهات النظر تجاه التطورات على الصعيدين الاقليمي - والدولي، خصوصاَ في منطقة القرن الافريقي والبحر الاحمر. واطلع الرئيس السوداني الرئيس صالح على تطورات الاوضاع في السودان وما يتعرض له من تهديدات لاستقراره ووحدته. واكد علي صالح "موقفه الداعم للسودان في كل ما يصون أمنه واستقراره ووحدة اراضيه وسلامتها". واكدت مصادر مطلعة أن القمة الثلاثية خرجت بنتائج مهمة على صعيد التعاون الثلاثي، خصوصاً من الجوانب الأمنية والعسكرية والسياسية إضافة الى تنسيق الجهود في مكافحة الارهاب والحفاظ على امن القرن الافريقي، والحد من أي نشاطات تمس أمن الدول الثلاث في المنطقة. واشارت هذه المصادر الى ان القمة الثلاثية تمثل رسالة مهمة لاريتريا والرئيس اساياس افورقي "الذي يحاول التحليق بالمنطقة بعيداً ويعقد تحالفات مقلقة لكل دول المنطقة مع اسرائيل"، إضافة الى البحث في امكان اقناع اسمرا بالعدول عن سياستها مع جيرانها وخاصة الدول الثلاث التي تعتبر تلك سياسة عدوانية سواء في مجال تسوية الخلافات الحدودية، والتزام نتائج التحكيم الدولي مع اليمن واثيوبيا أو ما تقوم به اسمرا من نشاطات سياسية وعسكرية ضد السودان. وأشارت هذه المصادر الى ان افورقي "يحاول القيام بدور أكبر من حجمه في المنطقة متكلاً على طموحاته التي كثيراً ما تسببت في خلق حالة من العداء مع جيرانه". ويرى المراقبون في صنعاء ان القمة الثلاثية خرجت باتفاقات لن يتم الاعلان عنها حاليا على الاقل، غير ان لجاناً ثلاثية ستتولى تحريكها وتنفيذها وطرحها على اطراف اقليمية اخرى بهدف الحصول على تأييدها.