تصاعد التوتر في كوسوفو إثر عمليات اعتقال واسعة نفذتها القوات الدولية ضد "مثيري العنف" من الألبان في الإقليم، استعداداً لانتخابات محلية. ورفض النواب الألبان في برلمان كوسوفو خطة اقترحها مسؤول الإدارة الدولية ميخايل شتاينر لإيجاد "حل وسط" لمشكلة مدينة ميتروفيتسا شمال غرب الإقليم المقسمة الى شطرين: جنوبي ألباني وشمالي صربي. وأعلن رئيس برلمان كوسوفو نيجات داتشي ان غالبية النواب الألبان رفضوا خطة شتاينر لمدينة ميتروفيتسا "لأنها ليست حلاً حقيقياً ما دامت لا ترمي الى التوحيد الكامل للمدينة". وأبلغ مساعد رئيس الشرطة الدولية في كوسوفو سايمون هيزلوك الصحافيين في العاصمة بريشتينا، ان الأوامر صدرت باعتقال الذين قاموا بأعمال عدائية ضد افراد الحماية الدولية الذين كانوا يرافقون حافلات تقل 45 صربياً في طريقهم لاستلام رواتبهم التقاعدية في مدينة بيتش غرب. وأكد ان القوات الدولية عازمة على وضع حد لأعمال الشغب والاعتداءات العرقية في كوسوفو "مهما كان مصدرها". وأوضح هيزلوك، ان ما لا يقل عن اثنين من ضباط الشرطة الدولية جرحوا عندما هاجم جمهور من نحو 600 ألباني بالحجارة والعبوات المتفجرة افراد الشرطة وجنود كفور الذين كانوا يحرسون حافلات تقل مجموعة من السكان الصرب. وأشار الى ان القوة الدولية "اضطرت الى الرد بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق المشاغبين". وقالت رئيسة مجموعة النواب الصرب في برلمان كوسوفو رادا ترايكوفيتش ان المسؤولين الدوليين "لا يزالون غير قادرين على ايجاد حل حاسم للتعامل مع الإرهابيين"، في كوسوفو. وأبدت تفهمها لأن المسؤولين الدوليين يسعون الى توفير الأجواء الطبيعية لمشاركة الأعراق كافة في الانتخابات المحلية التي تجرى في الإقليم في 26 الشهر الجاري، "لكن يبدو ان وسائلهم لردع المتطرفين الألبان لا تزال، حتى الآن، دون المستوى الذي يؤدي الى نتيجة ناجحة". وإلى ذلك، اعلن الناطق باسم الشرطة الدولية في كوسوفو ديريك جيبل ان اجراءات فاعلة يجري تنفيذها للحد من اعمال العنف في الإقليم. وأوضح ان هذه الإجراءات شملت اعتقال ثلاثة البان ملاحقين بعمليات قتل عدة بينها اغتيال عدد من مؤيدي رئيس كوسوفو ابراهيم روغوفا. وأضاف جيبل ان ستة ألبان آخرين، بينهم داود خير الدين شقيق راموش خير الدين رئيس "الحزب من اجل مستقبل كوسوفو"، سيحاكمهم قضاة دوليون في 28 الجاري "بتهم تتعلق بأعمال عنف وتهديد السكان". ومعلوم ان هذه الإجراءات تزامنت مع تسلم الجنرال الإيطالي فابيو ميني قيادة القوات الدولية كفور في كوسوفو، خلفاً للجنرال الإسباني مارسيل فالينتين.