حذر الزعيم الالباني ابراهيم روغوفا من ان المواجهات العرقية ستتواصل في كوسوفو، ما لم يحسم مستقبل الاقليم عن طريق الاستقلال الكامل، فيما اثنت قوات حفظ السلام الدولية على اتفاق المسؤولين الدينيين من كل الطوائف في كوسوفو على تشكيل مجلس مشترك للتفاهم والتعاون في حل المشكلات السكانية بالوسائل السلمية. ومن جهة اخرى، وقع انفجار قوي صباح امس، في الشطر الجنوبي من مدينة ميتروفيتسا شمال غربي كوسوفو حيث يسيطر الالبان. وأسفر الانفجار عن مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل وجرح عدد آخر، اضافة الى اضرار مادية. وأعلنت القوات الفرنسية المنتشرة في المدينة انها تتعاون مع الشرطة الدولية "لملاحقة منفذي الجريمة ومنع تكرار هذه الحوادث التي تهدف الى تبديد الاستقرار النسبي الذي تم تحقيقه". وأفاد الناطق باسم قوات حفظ السلام في كوسوفو فيليب انيدو ان الوحدات الدولية اعتقلت عشرة البان في منطقة "بوسنة الصغرى" في الشطر الشمالي من مدينة ميتروفيتسا لحيازتهم اسلحة بصورة غير شرعية "تتكون من 10 بنادق و11 قنبلة يدوية وكمية كبيرة من الذخيرة". وأشار الى ان القوات الدولية تسعى الى تجريد الالبان والصرب في انحاء ميتروفيتسا كافة، من الاسلحة "لأن ذلك سيساهم بشكل فعال في وضع حد للعنف في المدينة". وذكر الزعيم المعتدل لألبان كوسوفو ابراهيم روغوفا ان الحل الناجح للاقليم "يكمن في منحه الاستقلال مع ضمانات الصرب والاقليات الاخرى، لجهة مراعاة حقوقهم كاملة". وأوضح ان الالبان الذين يشكلون 90 في المئة من سكان كوسوفو، يقفون صفاً واحداً الى جانب الاستقلال الذي ترسخ في عقولهم و"من المستحيل ارغامهم على التخلي عن هذا الهدف المصيري". ومعلوم ان روغوفا كان القائد الوحيد للحركة الوطنية الالبانية في الاقليم بين عامي 1990 و1998 وانتخب مرتين متتاليتين 1992 و1998 رئيساً لجمهورية كوسوفو التي اعلنها الالبان من طرف واحد، الا ان نفوذه تراجع بعض الشيء خلال العامين الماضيين، مع بروز جيش تحرير كوسوفو وقائده هاشم تاتشي. وعلى صعيد آخر، اجتمع كل من قائد قوات حفظ السلام الدولية السابق الجنرال الالماني كلاوس راينهارد والقائد الجديد لهذه القوات الجنرال الاسباني خوان اورتونيو مع كبار المسؤولين الدينيين للطوائف الرئيسية الثلاثة في كوسوفو: المسلمة والارثوذكسية والكاثوليكية. وأثنى القائدان على "الاعلان المهم" الذي اصدره المسؤولون الروحيون ودانوا فيه العنف ودعوا الى المزيد من التعاون بين رجال الدين كافة من اجل السلام والاستقرار في الاقليم". ووصف رئيس العلماء المسلمين في كوسوفو الشيخ رجب بويا اتفاق المسؤولين الروحيين بأنه "خطوة مهمة كان لا بد منها لاحلال المحبة محل الضغائن بين سكان كوسوفو". وأكد الرئيس الاعلى للكنيسة الارثوذكسية الصربية في كوسوفو المطران ارتيميا ان "العمل المشترك لكل رجال الدين، لا بد وان يثمر سلاماً ووفاقاً".