يلتقي قائد القوات الدولية في كوسوفو اليوم عدداً من قادة جيش التحرير في الأقليم لتوجيه تحذير شديد اللهجة اليهم من مغبة استمرار أنصارهم في ممارسات غير قانونية. وفي غضون ذلك، أكد الزعيم المعتدل لألبان الاقليم ابراهيم روغوفا عزمه على ترشيح نفسه لرئاسة كوسوفو في انتخابات منتظرة هناك مطلع السنة المقبلة. اشتبك جنود فرنسيون مع محتجين ألبان في مدينة ميتروفيتسا شمال غرب كوسوفو لليوم الثاني على التوالي أمس الأحد، فيما اعتقلت الوحدات الألمانية ستة ألبان في جنوب الاقليم. وأفادت مصادر قوات حفظ السلام الدولية في كوسوفو ان قائدها الجنرال مايكل جاكسون سيجتمع اليوم الاثنين مع عدد من قادة جيش تحرير كوسوفو لإطلاعهم على سلسلة انتهاكات ارتكبتها عناصر تابعة لهم، ويحذرهم من مخاطر اقامة شرطة سرية وتشكيلات مسلحة بأساليب غير شرعية. ونقلت وسائل إعلامية في كوسوفو عن مصادر القوات الدولية ان الجنرال جاكسون سيوجه تحذيراً شديداً الى قادة جيش التحرير من "مغبة الاستمرار في ممارسة نشطات غير قانونية". وكان الجنرال جاكسون التقى الاسبوع الماضي هاشم ثاتشي وقادة آخرين في جيش التحرير وطلب منهم ضرورة التقيد التام بقرار مجلس الأمن الرقم 1244 الذي يؤكد على ان قوات حفظ السلام الدولية هي القوة العسكرية الشرعية الوحيدة في كوسوفو المعنية بالحفاظ على الأمن والقانون الى حين تشكيل سلطة مدنية تحت اشراف الاممالمتحدة. كما أبلغهم ان محاولة بعض الجماعات سلب السلطة المدنية والأمنية "أمر لا يمكن التغاضي عنه مطلقاً". ووقع انفجار شديد ليل أول من أمس امام مقر بعثة الاممالمتحدة في وسط بريشتينا واسفر عن اضرار مادية وجرح عدد من الاشخاص. وأفاد ناطق في القوات الدولية "ان تحقيقاً يجري لمعرفة المسؤولين عنه". وجرح ثلاثة من الصرب عندما ألقيت قنبلة يدوية على مقهى في بريشتينا. وبدأت وحدات من قوات الشرطة الدولية أمس ممارسة مهامها لحفظ الأمن والنظام في بريشتينا كخطوة أولى نحو الانتشار في أنحاء الاقليم. روغوفا ومن جهة أخرى، أفاد الزعيم الألباني المعتدل ابراهيم روغوفا 55 عاماً انه "يعتزم ترشيح نفسه رئيساً لكوسوفو في الانتخابات المتوقع اجراؤها بداية السنة المقبلة". وأضاف في تصريح صحافي انه "يصر على اجراء اقتراع مباشر للرئاسة قبل الانتخابات البرلمانية أو بعدها بفترة وجيزة". وكان روغوفا انتخب مرتين رئيساً "لجمهورية كوسوفو" المعلنة من طرف واحد، بناء على انتخابات غير معترف بها عامي 1992 و1998. وتوقع روغوفا ان يؤدي استفتاء في شأن مستقبل كوسوفو الى استقلال الاقليم، وقال: "سنجري استفتاء في غضون ثلاث سنوات وبعد ذلك لا يمكن للصرب سوى قبول استقلالنا". وأشار مراقبون الى ان دعوة روغوفا الى الاستفتاء والاستقلال ربما كانت "للمزايدة" في مواجهة مطالب جيش تحرير كوسوفو، لأن قرار مجلس الأمن لا يبيح ذلك، اذ تنص المادة 10 منه على انه "يؤذن للامين العام للامم المتحدة ان ينشئ بمساعدة المنظمات الدولية المختصة، وجوداً مدنياً دولياً في كوسوفو بغية توفير ادارة موقتة للاقليم يمكن لشعب كوسوفو في ظلها ان يحظى بحكم ذاتي واسع في اطار جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية". الى ذلك، تبادل الجنود الفرنسيون أمس الركلات واللكمات مع مجموعة ضمت حوالى 150 ألبانياً حاولوا عبور جسر على نهر ايبار للوصول الى شطر مدينة ميتروفيتسا شمال غربي الاقليم الذي يسيطر الصرب عليه. واتهم السكان الألبان الجنود الفرنسيين بالسماح للصرب بتجزئة ميتروفيتسا والسيطرة على ممتلكات الألبان في الشطر الشمالي منها. وكان الجنود الفرنسيون اشتبكوا أول من أمس مع حوالى ألف الباني حاولوا أيضاً العبور الى الشطر الصربي. وأفاد الناطق باسم الوحدات الفرنسية الكابتن برتران بونو ان قذيفة من راجمات صواريخ "أطلقت من القطاع الألباني من ميتروفيتسا الى المنطقة التي يقطنها الصرب". وفي القطاع الالماني جنوب الاقليم، أفاد ناطق في القوات الدولية امس انه اعتقل ستة اشخاص ألبان "عند قيامهم بالاخلال بالنظام والاعتداء على السكان وسلب الممتلكات".