سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"هآرتس" أكدت أنه يسعى إلى حسم المواجهة عسكرياً قبل الحرب . شارون سيحاول اقناع بوش بأن الأزمة العراقية تشكل فرصة لتوجيه ضربة مميتة للفلسطينيين والانتفاضة
الناصرة - "الحياة" كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون أوفد إلى العاصمة الأميركية رئيس جهاز الاستخبارات العامة شاباك آفي ديختر لإعداد تفاصيل زيارته السابعة لواشنطن منذ توليه رئاسة الحكومة. وأضافت ان المسؤول الإسرائيلي التقى مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض كوندوليزا رايس وكبار المسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وأطلعهم على وثائق ومعلومات استخبارية تؤكد عدم قيام السلطة الفلسطينية بشيء ل"منع الإرهاب"، وأنها أخلت الميدان لحركتي "الجهاد الإسلامي" و"حماس". وكتب المعلق السياسي في الصحيفة آلوف بن أن لقاء شارون الرئيس جورج بوش سيحمل في ظاهره "الملف العراقي" وما درجت وسائل الإعلام على تسميته التنسيق بين واشنطن وتل أبيب في شأن الهجوم الأميركي المتوقع على العراق "لكن هذا ليس سوى غطاء للموضوع الرئيسي". وتابع ان بوش ليس بحاجة إلى نصائح شارون العملياتية، وان النقاش بين الرجلين سيتناول طلب شارون حرية النشاط العسكري في المناطق الفلسطينية ابان الإعداد الأميركي للهجوم على العراق. وأضاف بن ان شارون سيحاول اقناع مضيفه بأن تكبيل يديه ازاء الفلسطينيين و"حزب الله" سيكون بمثابة "مكافأة للإرهاب"، كما سيدعي أن الفلسطينيين حلفاء للعراق "تماماً مثلما ساوى بوش بين الرئيس صدام حسين وتنظيم القاعدة". ولفت الكاتب إلى أن النشر المكثف في وسائل الإعلام العبرية عن "دعم العراق الإرهاب الفلسطيني" يندرج ضمن مساعي شارون اقناع الإدارة الأميركية بذلك. وتابع المعلق ان ما يريده شارون حقاً هو اقناع الرئيس بوش أن "الأزمة في العراق" تشكل فرصة ممتازة ليسدد شارون الضربة المميتة للفلسطينيين وتحسم الانتفاضة "وتحسن موقع إسرائيل مع بدء المفاوضات المتوقعة لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني بعد إطاحة صدام حسين وعرفات". وكتب بن ان شارون نجح في "تطوير وسيلة مؤثرة" في محادثاته مع بوش يستند فيها إلى صورته القديمة كمثير للشغب في المنطقة "فقد هدد العراق بالرد العسكري إذا هاجم إسرائيل وحصل في المقابل على تعهد أميركي بتدمير منصات الصواريخ. ولمح إلى نيته تدمير محطة ضخ المياه اللبنانية في الوزاني فحصل على جهود أميركية للتهدئة، وها هو الآن يهدد مجدداً باجتياح غزة". وختم الكاتب بالإشارة إلى أن الإدارة الأميركية ليست متحمسة للتدخل في المواجهات الإسرائيلية - الفلسطينية، وان خطاب بوش عزز عملياً سيطرة إسرائيل على المناطق الفلسطينية وجعل من الاصلاحات الفلسطينية "مهزلة"، وان أكثر ما تطلبه هذه الإدارة أن تتخذ إسرائيل "خطوات إنسانية" مثل تحرير الأموال المستحقة للسلطة الفلسطينية، ولا تطالبها بسحب جيشها من الأراضي الفلسطينية. إلى ذلك، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على موقع الانترنت عن مسؤولين كبار في جيش الاحتلال اعتبارهم العام المقبل "عام الحسم"، وان قيادة الجيش لم تعد تكتفي بحسم المواجهات مع الفلسطينيين ب"النقاط"، إنما حسم عسكري "عبر العودة إلى السيطرة على المناطق وتدمير العدو ووسائله القتالية والعدو حالياً هو التنظيمات التخريبية الفلسطينية". وتابعت الصحيفة ان المناورات الإسرائيلية التي تمت أول من أمس بحضور أركان الدولة العبرية أشارت عملياً إلى الحرب التي يستعد لها الجيش، إذا انحصرت أساساً في احتلال قرية فلسطينية واقتحام أزقتها. وبحسب الصحيفة، فإن قيادة الجيش لم تعد تعتبر الحرب على الفلسطينيين "مواجهات محدودة قد تجر إلى تدهور شامل في المنطقة"، إنما هي الحرب بعينها "حرب ستقرر كثيراً في سلوك دول المنطقة وتحسم السؤال هل يجازف زعماؤها بمواجهة الجيش الإسرائيلي؟".