اظهرت جولة وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الاخيرة في المنطقة حجم الاستياء العربي والمسلم الكبير من قضيتي اسرائيل والعراق. وقام وزير الخارجية البريطاني بجولة خاطفة على دول في الشرق الاوسط والخليج الثلاثاء والاربعاء في محاولة لاقناع قادتها بصحة موقف واشنطن المدعومة من لندن والتي تهدد بشن هجوم على العراق. وفشل سترو في الحصول على اي دعم صريح بل انه اصطدم بتشكيك عميق او حتى معارضة معلنة لاي حرب قد تؤدي حسب المسؤولين الذين التقاهم الى زعزعة الاستقرار في المنطقة. فقد رأى وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الاربعاء ان استعدادات الحرب ضد العراق حولت الاهتمام عن النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني وسمحت لاسرائيل باعداد العدة لعدوانها على الفلسطينيين. واتهم نظيره المصري احمد ماهر الامريكيين والبريطانيين باعادة كتابة القواعد وسط اللعبة من خلال السعي الى استصدار قرار جديد من الاممالمتحدة يشدد نظام التفتيش عن الاسلحة العراقية المحظورة. وعبر العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني عن امله في ان تؤدي موافقة العراق على قبول عودة المفتشين الدوليين وتطبيق كافة قرارات الاممالمتحدة المرتبطة بحرب الخليج (1991) الى نزع فتيل التوتر وتجنيب المنطقة صراعا جديدا. وحدهم الكويتيون الذين لم ينسوا ذكرى اجتياح العراق لبلادهم في اغسطس1990 امتنعوا عن اي تعليق متشكك. واعتبر بعض المعلقين ان هذه التصريحات تظهر فشل مهمة سترو. ورأت صحيفة ذي انديبندنت البريطانية ان وزير الخارجية البريطاني اوكل مهمة مستحيلة: الترويج لحرب يعارضها الشرق الاوسط كله. ويقول منتقدوه ان سترو دفع ثمن تقيد لندن بالموقف الامريكي الامر الذي يقضي على صدقية البريطانيين في المنطقة فضلا عن عدم تمتع بريطانيا رغم انها كانت قوة انتداب في المنطقة سابقا، بثقل يذكر عندما يدعو مسؤولوها الى معاودة عملية السلام الاسرائيلية-الفلسطينية.