إسلام آباد، الدوحة - "الحياة" ظهرت ملامح "حرب قضائية" بين لندن وباريس، نتيجة رفض بريطانيا التجاوب مع طلب فرنسي بتسليم رشيد رمده المتورط بتفجيرات في فرنسا عام 1995. واكد مصدر قضائي ان رمده كان على اتصال ب"عصبة الانصار" و"ابو حمزة". في غضون ذلك كشفت مصادر افغانية مطلعة ل"الحياة" امس، وجود خلافات عميقة بين الرئيس الأفغاني حميد كارزاي وتحالف الشمال بزعامة وزير الدفاع الجنرال محمد فهيم. وأكدت أن فهيم كان وراء مقال نشرته صحيفة "بيغام مجاهد" الناطقة باسم التحالف تحدثت عن الخلافات بينهما. وعلمت "الحياة" أن فهيم سحب كثيراً من معداته وأسلحته إلى معقله في وادي بنجشير شمال كابول، لافتعال فراغ امني في العاصمة الافغانية. ويسود اقتناع في الشارع الافغاني بأن كارزاي يحاول كسب قائد الميليشيات الاوزبكية عبدالرشيد دوستم الى جانبه في الصراع الذي يبدو ان أبعاده تتجاوز الطرفين لتشمل قوى اقليمية غير راضية عن تهميش دورها في افغانستان. ولمح كارزاي إلى ذلك في ختام جولته الخليجية بتحميله "قوى أجنبية" مسؤولية الانفجارات الأخيرة في كابول وشرق أفغانستان، مؤكداً في الوقت ذاته "العلاقات الودية" مع باكستان "العدو التقليدي" للتحالف المقرب من الهند راجع ص 8. ولوحظ ان كارزاي استعجل عودته الى كابول امس، قبل موعدها المقرر غداً. وقال قبل مغادرته الدوحة ان زعيم "طالبان" الملا محمد عمر "ما زال حياً يتنقل بين أفغانستان ومنطقة الحدود مع باكستان". في الوقت ذاته، قتلت القوات الاميركية مسلحاً اطلق النار على قاعدتها الرئيسية في بغرام شمال كابول، لكنها فشلت في العثور على جثته بعد عملية بحث دقيقة. على صعيد آخر، أكد مصدر قضائي فرنسي ل"الحياة" ان رشيد رمده المعتقل في بريطانيا متورط بالتفجيرات التي شهدتها فرنسا ابتداء من صيف 1995، وان لدى القضاء البريطاني ادلة على هذا التورط. جاء ذلك عشية بدء المحكمة الباريسية اليوم محاكمة رمده غيابياً. وذكر المصدر ان الاخير كان يحول اموالاً عبر مؤسسته "وسترن يونيون" الى فرنسا، لحساب بوعلام بن سعيد المعتقل لدى السلطات الفرنسية. وأضاف ان هناك ايضاً أدلة على الاتصالات الهاتفية المنتظمة بين رمده وبن سعيد الذي كان يبلغه كل تطور في شأن العمليات. وأشار الى ان رمده كان في حينه على اتصال مع "ابو حمزة" و"عصبة الأنصار"، وهي الاداة الاعلامية غير الرسمية ل"الجماعة الاسلامية المسلحة". ورأى ان من غير الطبيعي الا يتجاوب البريطانيون مع طلب القضاء الفرنسي تسليم رمده، والاكتفاء بإبقائه في السجن نظراً الى عدم جرأتهم على ترحيله الى بلاده. وأعرب المصدر عن اعتقاده بأن الموقف البريطاني مردّه الى تخوف مما قد يترتب على تسليم رمده المرتبط باسلاميين في بريطانيا مثل "ابو قتادة" و"أبو حمزة" وغيرهما.