عشية وصول المبعوث الأميركي الجنرال أنتوني زيني الى المنطقة اليوم في مهمة تستمر أربعة أيام، برز انقسام في الموقف الإسرائيلي على الاستحقاقات الوشيكة. ففيما أعلن وزير الخارجية شمعون بيريز ان خطة "تينيت" يمكن أن تنفذ في غضون يومين او ثلاثة في حال استمرار انخفاض وتيرة العنف، سارع رئيس الوزراء ارييل شارون الى اعلان تمسكه بفترة "أسبوع من الهدوء التام". وطالبت السلطة الفلسطينية زيني بوضع آلية وجدول زمني لتنفيذ "توصيات ميتشل" و"خطة تينيت"، فيما نفت السفارة الأميركية في تل ابيب ان يكون زيني يحمل جدولاً زمنياً للتنفيذ. في غضون ذلك، وصل وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث الى السعودية حيث قال السفير الفلسطيني مصطفى الديب ل"الحياة" انه سيقدم الى قيادة المملكة "تقريراً عن التطورات في الأراضي المحتلة وفي مناطق الحكم الذاتي، والتضييق الاسرائيلي على الفلسطينيين". وأشار إلى أن الزيارة تأتي في اطار "التشاور والتنسيق" قبل وصول المبعوث الاميركي إلى المنطقة. وأمس كشف جهاز الأمن العام الاسرائيلي شاباك اعتقال أحد ناشطي "حماس" في قطاع غزة الشهر الماضي، أثناء مغادرته الى السعودية، بتهمة تلقيه من أحد أعضاء الحركة خلال زيارة سابقة مساعدات فنية ومالية لتمويل مشروع صواريخ "القسام". وقالت مصادر صحافية اسرائيلية ان المعتقل اسامة زهدي حامد قريقع 28 سنة اوقف في 18 كانون الاول ديسمبر الماضي عند معبر رفح، واعترف اثناء التحقيق بأنه جند في صفوف "حماس" عن طريق مسؤول في الحركة في قطاع غزة هو نضال فتحي رباح فرحات، وسافر إلى السعودية لجمع الأموال لتغطية تكاليف تطوير الصواريخ. وأكد "شاباك" أن قريقع غادر إلى السعودية اواسط ايلول سبتمبر حيث التقى شخصاً من "حماس" ونقل اليه رسالة فرحات وتلقى في المقابل أموالاً لدعم النشاطات الميدانية للحركة. وفي كانون الأول، طلب من قريقع السفر ثانية الى السعودية، لكنه اثار شكوك رجال الأمن اثناء اجتيازه المعبر، مما دفعهم الى توقيفه. وقالت المصادر ان قريقع سلم المحققين وثائق خبأها تحت ملابسه كان مفروضاً ان يسلمها الى ناشطين من "حماس" في السعودية. واستنتجت التحقيقات الإسرائيلية ان "حماس" خططت لانتاج نحو مئتي قذيفة صاروخية وتطويرها ليصل مداها الى بلدات في إسرائيل مجاورة للقطاع، كما خططت لانتاج قذائف مماثلة في الضفة الغربية. وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان نشاط نضال فرحات ونيته نقل صناعة الصواريخ الى الضفة "معروفان لدى اجهزة الأمن الفلسطينية، لكنها لم تتخذ أي اجراء ضده". إلى ذلك، استبق الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي وصول المبعوث الأميركي بإعلان توقعاتهما، ففي حين اعلن شارون انه يتوقع ان يضغط المبعوث الأميركي على الفلسطينيين من اجل "محاربة التنظيمات الارهابية وتفكيك بناها التحتية"، طلب كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات من زيني "وضع آلية" لتنفيذ توصيات "ميتشل" و"تينيت" وارسال مراقبين دوليين لتثبيت وقف النار. وزاد: "لا يوجد في توصيات ميتشل او تينيت او أي تفاهم او أي مذكرة موقعة اصطلاح سبعة ايام من الهدوء التام الذي يطلبه شارون". أما الناطق باسم السفارة الاميركية في تل ابيب بول باتن فقال ان زيني يعود الى المنطقة لضمان "مكافحة المنظمات الارهابية وتفكيك بناها التحتية... وبافتراض ان ذلك تحقق، سيعمل لتشجيع الاسرائيليين على تخفيف الحصار" ضد الفلسطينيين. وكان شارون وبخ وزير دفاعه بنيامين بن اليعيزر لعدم منح الفلسطينيين تسهيلات كان وعد الادارة الاميركية بها قبل وصول زيني، ودعا الى تخفيف الحصار عن بعض المناطق باستثناء رام الله حيث يحاصر الجيش عرفات. وفي باريس، نقلت صحيفة "كوريه انترناسيونال" عن السفير الاسرائىلي ايلي بارنافا المقرب من اليسار انه يؤيد قيام دولة فلسطينية "عاصمتها القدسالشرقية". وقال السفير الذي اعرب عن تأييده الاجراءات القمعية التي يتخذها شارون ضد الفلسطينيين، ان اتفاقات اوسلو شكلت مرحلة اساسية في تاريخ الصراع، اذ "أدت الى اعتراف متبادل بين الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني". واضاف ان اليسار الاسرائيلي كان بإمكانه استغلال مقتل رئيس الوزراء اسحق رابين لدفع عملية السلام الى امام، لكنه كان عاجزاً، مما أخر تطبيق الحلول السلمية النهائية.