القدس المحتلة - أ ف ب - أكد المبعوث الأميركي الجنرال أنتوني زيني الذي يقوم بمهمة سلام في المنطقة انه سيواصل مهمته "الوقت اللازم حتى يتم" التوصل الى وقف لاطلاق النار بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال في ختام لقاء مع الرئيس الاسرائيلي موشيه كاتساف: "المسألة الاولى المطروحة هي وقف النار وانهاء العنف، انني ملتزم العمل على ذلك... وسأظل هنا الوقت اللازم حتى يتم ذلك". وأضاف: "لست ملتزما العمل عبر الاقوال. انني ملتزم بأفعال على الارض. وهذا يتطلب تعاونا من جميع الاطراف وسأبذل كل جهدي لكي يتم ذلك". وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات صرح امس بان الجانب الفلسطيني قدم لزيني اقتراحا يشمل وضع جدول زمني قصير ومحدد لتطبيق توصيات "ميتشل" و"تينيت" . وقال لصحيفة "الايام" ان "الجانب الاميركي يدرس هذا الاقتراح" الذي يشمل "آليات تنفيذ لجميع عناصر ميتشل ككل لا يتجزأ ووقف الاستيطان واعادة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل الانتفاضة" ورفع الحصار ووقف الاغتيالات واطلاق المعتقلين. من جهة اخرى، اتهم زيني "مجموعات" فلسطينية بالسعي الى إفشال مهمته بعد الهجوم الذي نفذه انتحاري من حركة "الجهاد الاسلامي في فلسطين" في باص قرب بلدة الخضيرة شمال اسرائيل والذي اسفر عن مقتل أربعة اشخاص. وقال: "ادين بشدة هذا العنف. ان المجموعات التي تقوم به تسعى بصورة واضحة الى افشال مهمتي"، مضيفاً: "انني عازم على العمل على عدم حدوث ذلك". كذلك نددت فرنسا ب"الاعتداء الفظيع"، معتبرة ان "اعمال العنف هذه لا تطاق. هناك مسؤولية ملقاة على عاتق المسؤولين تجاه مواطنيهم لوضع حد لهذه المأساة... ان الحلول معروفة، والامر يتعلق بتطبيق توصيات ميتشل وخطة تينيت فورا ومن دون شروط لفتح المجال لاستئناف المفاوضات". واتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مساء اول من امس الرئيس ياسر عرفات بانه "المسؤول المباشر عن الاعمال الارهابية" التي تنفذ ضد اسرائيل، اذ انه "امر بوقاحة برفع مستوى الارهاب". وقال شارون في مطار بن غوريون في تل ابيب على متن الطائرة التي كانت تستعد لنقله الى نيويورك أنه فكر في عدم الذهاب، "لكن بعد المشاورات التي اجريتها قررت ان اذهب لأقول ان اسرائيل لن تجري محادثات ما لم يعد الهدوء وطالما ان عرفات لن يكافح الارهاب". وكانت "سرايا القدس"، الجناح المسلح لحركة "الجهاد" أعلنت في بيان أمس مسؤوليتها عن الهجوم. واوضحت ان "الشهيد سامر عمر شواهنة ابو سليمان 21 عاما من بلدة سيلة الحارثية - قضاء جنين" نفذ "هذه العملية النوعية التي هي جزء من تصفية الحساب مع العدو المجرم على جرائم ضد شعبنا واغتياله لقيادات وكوادر الانتفاضة". وحذرت من "ان كل حماقة صهيونية ترتكب ستواجه برد حاسم ومؤلم". وقال الناطق باسم الحركة عبدالله الشامي ان "عملية الخضيرة جاءت نتيجة طبيعية لجرائم شارون ورئيس اركانه شاؤول موفاز اللذين يحملان المسؤولية المباشرة لهذه العملية حينما لا يباليان بدماء شعبنا". وفي وقت لاحق، اعلنت مصادر فلسطينية ان وحدة من الجيش الاسرائيلي توغلت في منطقة واقعة تحت السيطرة الفلسطينية التامة في الخليل واعتقلت ثلاثة فلسطينيين اعضاء في "الجهاد" ليل الخميس - الجمعة. من جانبها، دعت "فتح" في بيان بعد الهجوم "الى الاحترام التام لوقف اطلاق النار والعمل من اجل التهدئة لانجاح الجهود الدولية التي تعمل بنشاط لوضع حد للاحتلال والعدوان". وصدر البيان في ختام اجتماع اللجنة المركزية للحركة بقيادة عرفات في رام الله. ولم يتطرق البيان مباشرة الى الهجوم. ميدانيا، اصيب ثمانية فلسطينيين بينهم طفل بالرصاص خلال تظاهرة في رام الله. واندلعت المواجهات في اعقاب مسيرة الجمعة التقليدية التي تنظمها "لجنة القوى والمؤسسات الوطنية والاسلامية" لتأكيد استمرار الانتفاضة. وبث التلفزيون الاسرائيلي ان سلطات الامن تدرس اقتحام مناطق السلطة بعد تدهور الاوضاع الامنية في اسرائيل.