سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ملامح خطة دولية لتنفيذ "توصيات ميتشل" وافقت عليها واشنطن والاتحاد الاوروبي وروسيا . أنان الى المنطقة : الوقت مناسب لعودة المفاوضات وتينيت يحاول حل عقدة اعتقالات الفلسطينيين
تبلورت أمس ملامح خطة دولية لمعالجة قضية الشرق الأوسط، وقرر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بدء جولة في المنطقة لأن "الوقت ملائم لينتقل الفلسطينيون والاسرائيليون من المحادثات الأمنية الى المحادثات السياسية" على أساس "قبول توصيات لجنة ميتشل كلها أو رفضها كلها"، حسبما قال الناطق باسم أنان فريد ايكهارت. وسيصدر الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة بياناً مشتركاً حول المسألة الفلسطينية، في خطوة هي الأولى، منذ انفراد واشنطن برعاية المسارات السلمية راجع ص 4. وعقد أمس اجتماعان أحدهما أمني برعاية رئيس الاستخبارات الأميركية سي آي اي جورج تينيت، حضره المسؤولون الأمنيون الفلسطينيون والاسرائيليون، والآخر سياسي بين المفاوضين الفلسطينيين والمبعوث الأميركي الخاص وليام بيرنز وتغيب عنه الاسرائيليون. وكان بيرينز، الذي أصبح رسمياً مساعداً لوزير الخارجية بعدما أقسم اليمين في القنصلية العامة في القدس، التقى أيضاً وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز. وعلمت "الحياة" ان مسألة اعتقال مجموعات فلسطينية "لها علاقة بالعنف"، خصوصاً من حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي"، لا تزال من الأمور العالقة التي لم يستطع تينيت معالجتها بعد. اذ يقرّ الاسرائيليون بأن اعتقالات حصلت لكنهم يطالبون بالمزيد منها. وقالت مصادر أميركية مطلعة ان تينيت سيواصل الاجتماعات الثلاثية بحضور المعنيين، وأوضحت ان الفلسطينيين طالبوا بفك الحصار وتحسين الوضع الاقتصادي عاجلاً كخطوة أولى ل"تعزيز الثقة". وأعلن في نيويورك أن أنان سيبدأ غداً جولة في الشرق الأوسط تشمل مصر والأردن وسورية ولبنان قبل وصوله الى فلسطين واسرائيل، في اطار جهود دولية مشتركة بين الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي للبناء على قاعدة وقف النار وبدء العمل لتنفيذ توصيات "لجنة ميتشل". وتعرقلت مشاريع توجه أنان الى المنطقة ساعات أمس الى أن التزمت الولاياتالمتحدة دعم العمل المشترك. واجتمع انان بسفراء الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن أمس لكسب تأييدهم في مهماته وتعزيز صلاحياته. وتنطلق المبادرة الدولية الجديدة من الاستفادة من وقف النار لبدء تنفيذ "توصيات ميتشل" على أساس "قبولها كلها أو رفضها كلها"، وسيجري العمل ليفرض على الطرفين الالتزام التنفيذ التام لكل ما يُتفق عليه من دون انتقاء. وعلمت "الحياة" ان من بين الأفكار المطروحة ايجاد آلية لمراقبة تنفيذ التوصيات والعودة الى طاولة المفاوضات السياسية. وعلمت "الحياة" أيضاً ان حتى اللحظات الأخيرة قبيل قرار اطلاق المبادرة الدولية، التي تضم الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وراعيي عملية السلام، ترددت واشنطن بالموافقة عليها بسبب مخاوف شارون من اعتبار أي اجراء "مكافأة للعنف". وأراد أنان التوقف في عواصم عربية فاعلة لإحياء الجهود التفاوضية، خصوصاً في مصر والأردن، قبل التوجه الى فلسطين واسرائيل، لتتخذ الجهود الدولية زخماً من المنطقة. الى ذلك أعلن وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات ان اجتماعا لفريقي عمل فلسطيني-اميركي سيعقد اليوم لوضع جدول زمني محدد لتنفيذ توصيات "لجنة ميشيل". وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع المبعوث الاميركي الخاص للشرق الوسط وليام بيرنز، بعد اجتماع الاخير مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ان الجانب الفلسطيني يبذل كل جهد مستطاع للخروج من الازمة الحالية مشددا على ضرورة تنفيذ التوصيات بحذافيرها. وجاء لقاء عرفات - بيرنز في اطار اتفاق بين الرئيس الفلسطيني وتينيت خلال لقائهما اول من امس تضمن عقد لقاء متلازم بين الاجهزة الامنية الفلسطينية والاسرائيلية بحضور اميركي. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان عرفات اكد للمسؤول الاميركي ان لا جدوى من الحديث عن المسائل الامنية دون القضايا السياسية. وفي مكان ليس بعيدا عن مقر الرئاسة في رام الله، عقد اللقاء الامني الثلاثي في مكتب الارتباط العسكري الفلسطيني-الاسرائيلي المشترك الذي كان هجره الفلسطينيون خلال الاشهر التسعة الماضية. وقالت مصادر اسرائيلية ان الجانب الاسرائيلي برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية شاباك آفي ديختر ومشاركة "قائد يسمى المنطقتين الوسطى والجنوبية في الجيش" اضافة الى رئيس وحدة التخطيط في شعبة الاستخبارات العسكرية عرضوا "ورقة عمل" امنية في الاجتماع الذي حضره تينت ومسؤوليين اميركيين آخرين. ووفقا للمصدر ذاته، تشمل هذه الورقة التي يبدو انها حظيت بتأييد الجانب الاميركي على مطالبة السلطة باصدار تعليمات تشمل وقف النار، ليس في المناطق الخاضعة للسلطة للفلسطينية مناطق أ بل في جميع المناطق وتعليمات بوقف التحرش بالمدنيين الاسرائيليين اي المستوطنين والجنود ايضا. ووقف "التحريض" ضد اسرائيل واعتقال ناشطين من الحركات والمنظمات الفلسطينية، خصوصاً "حماس" و "الجهاد الاسلامي" الذين افرج عنهم من السجون الفلسطينية في اعقاب اندلاع الانتفاضة. ونقل عن وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز قوله بعد اجتماعه مع تينيت امس ان الفلسطينيين "لن يتمكنوا من اقامة دولتهم طالما ابقوا على اربع اجهزة امنية مختلفة تعمل لديهم". وطالب السلطة الفلسطينية باعتقال ناشطين من "حماس" و"الجهاد". واندلعت أمس تظاهرات عدة في الضفة الغربية وقطاع غزة عقب صلاة الجمعة، أحرق خلالها المتظاهرون أعلاماً أميركية واسرائيلية، وهتفوا ضد تينيت الذي اعتبرت "حماس" انه يعمل لتحويل الصراع الى صراع بين الفلسطينيين أنفسهم. ورفضت الحركة أي تنسيق أمني مع اسرائيل.