جددت السلطة الفلسطينية رفضها المطلق القبول بالشرط الإسرائيلي مرور أسبوع واحد للتهدئة قبل الشروع في تطبيق توصيات "ميتشل" وخطة "تينيت" الأمنية لوقف الصراع الدائر بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ 14 شهراً. لكن مصادر مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون اكدت ان اسرائيل لن تتنازل عن رهن استئناف المفاوضات بسبعة ايام من الهدوء حتى في حال طالب المبعوثان الاميركيان وليام بيرنز والجنرال أنتوني زيني بتقليص هذه المدة. غزة، الناصرة - "الحياة" - شدد الأمين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني أحمد عبدالرحمن على أن السلطة الوطنية ترفض رفضاً مطلقاً القبول بأسبوع التهدئة الذي تضعه اسرائيل شرطا لاستئناف المفاوضات، وقال ل"الحياة" ان السلطة تدعو الى "وضع حد للمناورات الاسرائيلية في شأن أسبوع التهدئة الذي سرقه من الاميركيين". واوضح ان "اسبوع التهدئة غير موجود في تقرير ميتشل او في خطة تينيت"، لافتاً ايضاً الى ان وزير الخارجية الاميركي كولن "باول لم يضمن خطابه الذي ألقاه قبل أيام اسبوع التهدئة". ويأتي حديث عبدالرحمن في وقت توجه فيه المبعوثان الاميركيان الى المنطقة للعمل على دفع مسيرة السلام المتوقفة منذ مطلع العام الحالي. ومن المقرر ان يلتقي المبعوثان الرئيس ياسر عرفات الاربعاء المقبل. وقال عبدالرحمن ان السلطة "ستقدم للمبعوثين تصورها للخروج من المواجهة الراهنة"، مشيراً الى ان هذا التصور "يقوم على التنفيذ الفوري والدقيق لتقرير ميتشل وخطة تينيت، ووضع حد للمناورات الاسرائيلية في شأن اسبوع التهدئة". ورداً على سؤال ل"الحياة" ان كان شارون يضع العصا في دولاب العملية السلمية، قال ان "شارون يواصل اعتداءاته بهدف قطع الطريق على أي جهود دولية، بما فيها جهود المبعوثين بيرنز وزيني للعودة الى طاولة المفاوضات". وقال ان "الجريمة التي ارتكبت في نابلس باغتيال قائد من حركة حماس محمود ابو هنود واغتيال مناضلين آخرين، ومجزرة الاطفال في خانيونس الخميس الماضي، راح ضحيتها خمسة اطفال كلها مدبرة بهدف استدراج الفلسطينيين الى الرد على تلك الجرائم"، مشدداً على ان "من حق الشعب الفلسطيني الدفاع عن نفسه"، في اشارة الى العمليات الانتحارية التي يمكن ان تنفذها منظمات فلسطينية مسلحة. وقال عبدالرحمن: "نعلق آمالاً كبيرة، ونأمل في ان يكون الوفد جاء في مهمته ولديه تفويض ودعم كامل من الرئيس الاميركي، وإلا فإن شارون سيحتال على الوفد ويلتف عليه". واعرب عن أمله في "الا تكون مهمة المبعوثين عبارة عن إطفاء للحرائق فقط، وانما التوصل الى سلام حقيقي"، مشدداً على انه إذا كانت هذه هي مهمة الوفد "فإن الحرائق لن تنطفئ على الإطلاق". وتضاربت امس المواقف الاسرائيلية من مهمة بيرنز وزيني، وقال الناطق باسم شارون رعنان غيسين ان حكومة تل ابيب "لا تعلق آمالاً كبيرة على المهمة، لكننا على رغم ذلك لم نفقد الأمل". من جانبه، أبلغ شارون اعضاء حكومته أمس ان اسرائيل تولي مسألة وقف النار مع الفلسطينيين أهمية كبرى "وستبذل كل جهد مستطاع لتحقيق ذلك"، مضيفاً ان "الكرة الآن في الملعب الفلسطيني وان الرئيس الفلسطيني امام اختبار جدي في مسألة جديته ونياته دفع العملية التفاوضية". ونقلت الاذاعة العبرية عن أوساط قريبة من شارون قولها ان اسرائيل ترى ان المهمة الاساس الملقاة على الطاقم اقناع الرئيس الفلسطيني "بالإيفاء بالتزاماته وقف الارهاب والتحريض". وتابعت ان اسرائيل لن تتنازل عن رهن استئناف المفاوضات السلمية بسبعة أيام من الهدوء حتى في حال طالب الطاقم الاميركي بتقليص هذه الفترة. وقال وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر ان لاسرائيل مصلحة في نجاح مهمة زيني وانه أصدر تعليماته لقيادة اجهزة الأمن التعاون معه في كل ما يتعلق بالجوانب الامنية. وابلغ زملاءه الوزراء ان الجيش سيبقى في مدينة جنين حيال الانذارات الساخنة بإمكان وقوع عمليات عسكرية فلسطينية ضد أهداف اسرائيلية، زاعماً ان وتيرة العنف شهدت ارتفاعاً الاسبوع الماضي وتحديداً في اطلاق قذائف الهاون. واعترف بأن قوات الاحتلال قامت الاسبوع الماضي ب 16 عملية في المناطق الفلسطينية، واعتقلت 18 ناشطاً فلسطينيا ادرجت اسماؤهم على لائحة المطلوبين، واغتالت ستة آخرين. كذلك اكد سكرتير الحكومة جدعون سار اثر الاجتماع الاسبوعي ان "الحكومة مصممة على التحرك ضد الارهاب وضرب كل من يخطط او يفكر في تنفيذ اعمال ارهابية ضد المواطنين الاسرائيليين".