أعلن المقاتلون الشيشان مسؤوليتهم عن تفجير المروحية العسكرية الروسية مساء السبت الماضي والتي اودت ب14 شخصاً بينهم نائب وزير الداخلية الروسية وجنرالات كبار، فيما رجحت موسكو ان يكون الحادث ناجماً عن عطل فني. وكانت السلطات الروسية شكلت لجنة تحقيق فور وقوع الحادث. وأعلن رئىس اللجنة نيكولاي بريتفين ان التحقيقات الأولية وفحص بقايا المروحية اكدت تراجع فرضية العمل المدبر، اذ لم تظهر اي آثار تدل على اصابتها بصاروخ ارض - جو ادى الى انفجارها كما نقلت وكالات الانباء سابقاً. ورجح بريتفين ان يكون خلل فني مفاجئ افقد قائد الطائرة السيطرة عليها، ما ادى الى تحطمها، على رغم تأكيدات سابقة أن المروحية انفجرت في الجو. واعتبر مراقبون في موسكو ان الحديث عن خلل فني او خطأ بشري يبدو مستغرباً، خصوصاً ان المروحية كانت تقل عدداً من اهم الضباط في وزارة الداخلية. وكانت وكالة "انترفاكس" نقلت عن ناطق في وزارة الداخلية ان المروحية تعرضت لفحص شامل قبل اقلاعها وهي في حال فنية جيدة، كما ان الطاقم الذي كان يقودها يعد من اكفأ الطواقم في الداخلية الروسية. لكن الوحدة التي كانت المروحية "ام آي 8" تابعة لها استبعدت فرضية الخلل الفني. ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن الكولونيل فيكتور بيزوغلي قوله ان المروحية "خضعت لأعمال صيانة قبل يوم واحد من المرحلة المأسوية. تفحصت المروحية وأنا على ثقة تامة بأنها كانت في حال جيدة". ولم تنتظر النيابة العامة في منطقة شمال القوقاز التي سقطت فيها المروحية انتهاء التحقيقات اذ فتحت قضية في الحادث واعتبرتها عملاً ارهابياً. وأعلن المقاتلون الشيشان من جهتهم مسؤوليتهم عن العملية وذكر موقع الكتروني تابع للمقاتلين ان صاروخ ارض - جو اسقط المروحية اثناء رحلة عودتها من قاعدة عسكرية روسية في غروزني. وكانت المروحية انفجرت في الجو وتحطمت على بعد سبعة كيلومترات من قرية شيلكوفسكايا شمال-شرق. ولقي كل الركاب حتفهم وعثر على جثثهم، ومن بينهم نائب وزير الداخلية الروسي قائد قوات الوزارة لمنطقة الجنوب الفيديرالية الجنرال ميخائيل رودتشنكو ومساعد رئيس هيئة أركان القوات التابعة لوزارة الداخلية الجنرال نيكولاي غوريدوف. وكانت المروحية تقل أيضًا مسؤولاً في القوات الروسية في منطقة شمال القوقاز، الكولونيل يوري أورلينكو، ومسؤولين آخرين في وزارة الداخلية هما الكولونيلان يوري ستيبانينكو وألكسندر تروفيمنكو. ويعد تحطم المروحية من أسوأ الحوادث الجوية التي منيت بها القوات الفيديرالية منذ بدء العمليات العسكرية في الشيشان في مطلع تشرين الاول أكتوبر 1999.