حلّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "مفوضية الحكومة الروسية" في الشيشان، واستحدث هيكلية عمودية جديدة لإدارة الجمهورية تحت اسم "اللجنة الموقتة لإدارة جمهورية الشيشان" واعطى امتيازات جديدة للجنود العاملين فيها، فيما اتخذت هجمات المقاتلين الشيشانيين على المواقع والقوافل الروسية طابعاً انتحارياً خطيراً. وأصدر بوتين امس مرسوماً يقضي بحل "مفوضية الحكومة الروسية في الشيشان" برئاسة نيكولاي كوشمان الذي يعتبر فاشلاً. وينص المرسوم على انشاء "اللجنة الموقتة لهيئات السلطة التنفيذية في الشيشان". وجاء في مقدمة المرسوم ان "نشاط المنظمات الارهابية في الشيشان أدى الى شل السلطة الشرعية وأحدث فراغاً قانونياً وان الهدف من اقامة "اللجنة" "إحياء النظام الدستوري في الشيشان لضمان حقوق مواطنيها وخلق الظروف لإعادة تعميرها وإحياء اقتصادها". ولم يشر المرسوم الى اسم رئيس الادارة الجديدة الا ان أوساط الكرملين تتحدث عن الجنرال فيكتور كازاتسيف ممثل بوتين في دائرة شمال القوقاز الفيديرالية الذي قاد القوات الروسية في القوقاز، أنه سيتولى الإشراف على الإدارة الشيشانية الجديدة من مقره في روستوني القريبة من الشيشان. وفسرّ المراقبون المرسوم بأنه اعلان مبطن عن حكم رئاسي مباشر في الشيشان. وانتقد سياسيون خطوة بوتين ووصفها سيرغي ايفانينكو احد زعماء كتلة "يابلوكو" الليبرالية بأنها "هيكلة عسكرية - بوليسية عمودية" غير واردة في الدستور الروسي. ودعا الى اعتماد حل سياسي في الشيشان، وتابع "ان الظروف المواتية للحل السياسي وليست بعد ضياع وقت ثمين والوضع في الشيشان دخل مرحلة الحرب الفدائية". وانتقد رمضان عبداللطيفوف النائب السابق للحكومة الروسية لشؤون القوميات، الكرملين في الشيشان وبحثه المستمر عن صيغ سلطوية "خاصة". وطالب بتعيين شخصيات شيشانية في المناصب القيادية في الشيشان، اضافة الى مسؤولين روس من المقيمين في الشيشان. وفي خطوة "تشجيعية اصدر بوتين مرسوماً آخر ينص على احتساب كل شهر من خدمة العسكريين والعناصر الأمنية في الشيشان ثلاثة اشهر مما يسهل ترقياتهم وشروط احالتهم على التقاعد". على الصعيد الأمني، تميز اليومان الأخيران بتصاعد هجمات المقاتلين على المواقع الروسية. وأصيب نائب قائد المحور الغربي للقوات الروسية في الشيشان العقيد فاليري كولوفالوف بجروح بالغة عندما تعرضت سيارته لهجوم بالقذائف الصاروخية والرشاشة وقتل سائقها. وفي بلدة الخان يورت اخترق شيشاني ومعه فتاة الحواجز الروسية بسيارة اسعاف وفجراها قرب مقر الشرطة الروسية، مما أدى الى مقتل ثلاثة من عناصرها وجرح خمسة ومصرع المقاتل الشيشاني والفتاة التي كانت معه. كما انفجر لغم تحت ناقلة للجند قرب بلدة اوروس مارتان وقتل أحد الجنود الذين كانوا على متنها. ويلاحظ ان معظم الهجمات الأخيرة وقعت في المنطقة الغربية التي اعتبرت "محررة منذ أواخر العام الماضي".