أكد رئيس الدوما غينادي سيليزنيوف ان موسكو "تنتظر رداً ايجابياً" من بغداد تعلن فيه موافقتها على استقبال مفتشين دوليين تمهيداً لتعليق العقوبات ثم رفعها. وقال ان الرئيس فلاديمير بوتين "لم يتخل" عن العراق، لكنه دعا بغداد الى استبدال كلمة "لا" لأنها لا تفيد. وفي هذا السياق يجري نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز محادثات مع وزير الخارجية ايغور ايفانوف. وكرس المبعوث العراقي النصف الأول من نهار أمس للقاءات مع قادة مختلف الكتل البرلمانية الذين أجمعوا على رفض أي عمل عسكري ضد العراق وطالبوا بإنهاء الحصار. وقال فلاديمير بيختين رئيس كتلة "الوحدة والوطن" الحاكمة: "لا توجد أدلة على تورط بغداد رسمياً" في أحداث 11 أيلول سبتمبر. وأضاف ان روسيا ترفض "أي اتهام غير مؤكد" يوجه الى السلطات العراقية. وطالب الأطراف المشاركة في الائتلاف الدولي المناوئ للارهاب ب"الامتناع عن محاولات حل المشكلة العراقية بالقوة". وزاد ان روسيا والعالم العربي والصين وفرنسا والمانيا ودول "نافذة" أخرى "تعارض بشدة الضغط العسكري" على العراق. ودعا الى وقف العقوبات ثم رفعها، مشيراً الى أن روسيا خسرت بسببها 17 بليون دولار. وقال رئيس البرلمان الروسي في لقاء مع الصحافيين العرب قبيل جولة يزور خلالها دولاً خليجية ان موسكو "تنتظر اشارات ايجابية" من العراق. وفي اشارة الى رفض بغداد سابقاً استقبال مفتشين دوليين قال ان كلمة "لا" لن تساعد في حل المشكلة. ودعا بغداد الى "تفهم" موقف موسكو لكنه نفى أن يكون فلاديمير بوتين قرر "تسليم" العراق أو التخلي عنه، وأوضح انه التقى الرئيس الروسي قبل يومين وأنه "أعرب عن قلقه الشديد" حيال الوضع في المنطقة. وقال ل"الحياة" مصدر ديبلوماسي روسي ان جولتي المحادثات بين طارق عزيز ووزير الخارجية ايغور ايفانوف مساء الخميس ونهار الجمعة ستكونان "حاسمتين". وتابع ان موسكو تدرك ان العراقيين "قد يضعون شروطاً لتسليم الورقة المهمة" الى روسيا ومن بينها الحصول على تعهد بأن العقوبات ستعلق فور الاعلان عن قبول بغداد استقبال المراقبين، وفقاً للاقتراحات التي قدمتها موسكو سابقاً. ولم يستبعد المصدر ان يستكمل طارق عزيز محادثاته في شأن "ورقة المفتشين" مع القيادة الصينية ولكنه قال ان الاعلان عن احتمال استقبال المبعوث العراقي في الكرملين سيكون بمثابة "دخان ابيض" يعني ان الطريق أصبحت سالكة وممهدة لكي تقوم روسيا بدورها في اقناع الأطراف الدولية، وفي مقدمها الولاياتالمتحدة، بقبول "السلة" التي عرضتها موسكو واقترحت في اطارها "مقايضة" الموافقة العراقية على استقبال بعثة تفتيش أو رقابة دائمة بقرار تعليق العقوبات.