ان أميركا وبريطانيا تريدان ان يثبت العراق خلوّه من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وحتى النووية، وليس ان تثبتا ان العراق ما زال يملك هذه الأنواع من الأسلحة. ونحن كعرب وكمسلمين، نفهم سبب خوف أميركا والغرب عموماً، واسرائيل خصوصاً، من حيازة العراق مثل هذه الأسلحة، وأي بلد عربي أو مسلم عموماً. ولكن ما لا يمكن فهمه هو اعتراض بعض الدول العربية أو المسلمة على ذلك على حيازة العراق أو غيره من الدول العربية أو المسلمة مثل هذه الأسلحة. ان من حق العراق وغيره من الدول العربية والمسلمة ان يمتلك مثل هذا النوع من الأسلحة، للردع على الأقل. فعدو العرب والمسلمين الأول اسرائيل يملك هذه الأسلحة، ووسائل ايصالها. وأعداء الأمة بدءاً بأميركا وبريطانيا وفرنسا وروسيا وحتى الصين وكوريا الشمالية، يمتلكون هذه الأسلحة. ولا أحد يعترض. بل وقد استخدموها في السابق، ويستخدمونها في الحاضر. وما مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين عنا ببعيدتين. واستخدمت روسيا السلاح الكيماوي في حرب الشيشان. وهم على الأقل يحوزون هذه الأسلحة لتخويف شعوب الأرض بها. فلم يمنع ذلك عن العرب والمسلمين؟ ثم من حق العراق ضمان أمنه الاستراتيجي وحماية نفسه من أية أخطار خارجية. فإسرائيل خطر داهم للجميع. ناهيك عن أن ايران تملك مثل هذه الأسلحة، علاوة على كونها دولة أكبر مساحة جغرافية وسكاناً 68 مليون نسمة من العراق، ولها أطماع فيه منذ اندحار الصفويين أمام العثمانيين في معركة جالديران الشهيرة التي رفعت قبضة الصفويين عن العراق الى يومنا هذا. وهنالك أطماع تركية في شمال العراق. وتركيا ذات قوة عسكرية لا يستهان بها وهي عضو في حلف شمال الأطلسي ناتو، ولا تكف عن الترديد ان لها حقوقاً في الموصل وغيرها. فعلى الدول العربية جميعاً الوقوف في وجه أي مخطط يستهدف ضرب العراق أو تقسيمه. فالولايات المتحدة، عندما تنتهي من العراق، ستتفرغ الى سورية مثلاً بذريعة مكافحة الارهاب أو امتلاك أسلحة الدمار الشامل أو كليهما معاً. ثم يأتي الدور على ليبيا، ثم على مصر نعم على مصر!... وحينذاك سيصدق فينا القول أو المثل المشهور: "أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثورُ الأبيض". فهل نعتبر؟ كاليفورنيا - محمد أمين سلامة