تجددت المساعي لايجاد صيغة للتعايش بين الحزب الحاكم في السودان وحلفائه السابقين في حزب المؤتمر الوطني الشعبي المعارض، واطلاق زعيم الحزب الدكتور حسن الترابي أو نقله إلى الإقامة الجبرية في منزله. واستأنفت مجموعة من الإسلاميين غير المصنفين بالانتماء إلى أي من الطرفين جهودها التي توقفت في وقت سابق بسبب تحفظ الحزب الحاكم والمؤتمر الشعبي عن اقتراحات هدفت إلى ايجاد صيغة للتعايش السلمي بينهما، ودعت المجموعة إلى الافراج عن كل المعتقلين السياسيين وبينهم الترابي. وعقدت المجموعة اجتماعاً مساء أول من أمس في مكتب المدير العام لبنك التضامن صلاح أبو النجا أقرت فيه بأن الأوضاع التي تعيشها البلاد والمخاطر المحدقة بها تتطلب الوحدة وتجاوز الخلافات والتفاهم، لكنها لم تناقش اقتراحات محددة. وقال القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم علي عبدالله يعقوب ل"الحياة" إنه ظل يقود مساعي لإعادة توحيد الحزبين، موضحاً أن هناك اتجاهين يدعو أولهما إلى الافراج عن الترابي والآخر نقله من مقر اقامته الجبرية الحالي في منزل حكومي في ضاحية كافوري إلى منزله في منطقة المنشية. وأعرب عن تفاؤله بحدوث تطور ايجابي قريباً. وأضاف يعقوب الذي ترأس الحملة الانتخابية للرئيس عمر البشير العام الماضي، ان الترابي "يظل رمزاً وزعيماً وشيخاً للحركة الإسلامية مهما وقعت الاختلافات أو ارتكبت أخطاء". ولاحظ ان التوتر السائد انحسر. إلى ذلك، أفاد وزير الصحة السابق القيادي في حزب الأمة الدكتور عبدالحميد صالح انه التقى الرئيس عمر البشير مرات عدة وناقش معه اطلاق الترابي وإعادة توحيد الحزب الحاكم. وأعرب عن تفاؤله بأن يستجيب البشير قريباً. وقال ل"الحياة" إن "السودان في مأزق حقيقي لن يخرج منه إلا بالتآزر بين قادته". لكن مسؤول العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي، أكد أن حزبه لن يقبل أي جهود وساطة إلا بعد اطلاق الترابي ورفع الحراسة عن دور الحزب، والسماح له بممارسة نشاطه واصدار صحيفته. وأوضح ان حزبه لا يبحث عن تعايش مع الحزب الحاكم، وإنما يطلب اتاحة حرية التنظيم والتعبير واطلاق حرية النشاط السياسي.