حمل زعيم حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض الدكتور حسن الترابي، غداة نقله من السجن الى الاقامة الجبرية في منزل حكومي في ضاحية كافوري شرق الخرطوم، بعنف على الحكم، معتبرا الخطوة "احتيالا على المحاكم" بعد رفض قاضي التحقيق تمديد اعتقاله الذي استمر 99 يوما. وقال ل"الحياة" ان "السجن افضل لأنه أكثر امنا واقل عزلة، والمنزل افضل لجهة الحصول على الورق والقلم". وحذر حزب الترابي من "رائحة مؤامرة تحاك في الظلام يُدّعى فيها ان جهات أخرى حاولت تحرير الشيخ من سجنه، ثم يقع تبادل إطلاق نار مع الحراسة المفروضة عليه لتسهل تصفيته أثناء ذلك". ورد وزير الاعلام الدكتور غازي صلاح الدين الموجود في لندن بان حياة الترابي ليست معرضة للخطر في المنزل الذي نقل اليه، لافتا الى انه لم يتعرض لمثل هذا الخطر في السجن. واكدت مصادر حكومية ان زعيم المؤتمر "سيبقى في المنزل الحكومي الى حين تبت السلطات القضائية قضيته". ورأت ان الخطوة "لا تعني التنازل عن القضية التي اعتقل بسببها"، وان الاجراءات في شأنها مستمرة، فيما عدّ محامو الزعيم الاسلامي ان عملية نقله قرار سياسي مخالف للقانون وان الخطوة "اتخذت على رغم اعتراضات الترابي واسرته".راجع ص 5 وأبلغ الترابي "الحياة" امس ان قرار احالته على الاقامة الجبرية "احتيال على المحاكم"، بعد رفض القاضي تجديد اعتقاله و"عزل عن بقية المعتقلين" من قادة حزبه. ورأى ان هدف القرار "اقصائي عن الساحة السياسية". وحمل بعنف على قول وزير الارشاد عصام احمد البشير ان "ثمن حرية الترابي اعتزال العمل السياسي" وقال عنه: "يبدو ان مجموعته غير مؤمنة بالحرية وتعشق الاضطهاد". ولاحظ الترابي وجود "تنازع بين سلطات الامن والشرطة في شأن الحراسة" المفروضة عليه، واعتبر ان "النيابة محتارة"، واشار الى ان رجال امن وصلوا الى مقر اقامته الجبرية وطردوا حراسه من شرطة المحاكم. واوضح ردا على سؤال ان سجن كوبر الذي قضي فيه فترة احتجازه وسجن مرات سابقا "افضل لانه اكثر امنا ولا اكون فيه معزولا، والمنزل الحكومي الحالي الافضل لجهة الحصول على الورق والقلم ووسائل الاعلام". وعن حظر نشاط حزبه قال: "لا يوجد قانون ولا استقلال قضاء وانما القوة هي التي تحكم البلد". وعما اذا كان وضع حزبه الحالي سيطول قال: "علّمنا التاريخ ان النظم القائمة على عصا سليمان العسكرية ليست إلا موقتة. وفي السودان شواهد عدة". وعما اذا طالت فترة احتجازه وحظر نشاط حزبه قال: "سنتشاور مع قياديين في شأ الخطوة التي سنتخذها وسنطلع العالم كله". وقال الزعيم الاسلامي الذي بدا مطلعا على التطورات السياسية في البلاد ان "الحكومة تواجهها تحديات ومقاومات ليست في العاصمة فقط وانما في كل السودان شرقا وغربا وجنوبا وستمتد الى الشمال. ولن تستطيع الدولة احتواءها"، واشار الى معارك في الجنوب حول مدينة واو عاصمة اقليم بحر الغزال الجنوبي. وتلقت "الحياة" بيانا من المؤتمر الشعبي اكد ان الترابي ابلغ وكيل النيابة الذي يشرف على قضيته انه لا يرغب في مغادرة السجن الى اي مكان آخر سوى منزله. وسجل البيان "تصريحات لرئيس الجمهورية ونائبه وجهات أخرى في الحكومة والتنظيم الحاكم بأنهم لن يسمحوا للترابي بالحرية مرة أخرى". وتابع: "نتهم قصد الحكومة من وراء اجرائها الاخير، ونعلن خشيتنا على حياة الشيخ الذي يقبع الآن في منزل حكومي يحرسه بضعة أفراد فقط من شرطة المحاكم في مكانٍ تنقصه الإجراءات الأمنية" .