رحب الحزب الحاكم في السودان وحزب المؤتمر الوطني الشعبي المعارض بوفد الوساطة الإسلامية الذي يصل إلى الخرطوم اليوم في مسعى لإنهاء الخلاف بين الحلفاء السابقين واطلاق سراح الدكتور حسن الترابي المعتقل منذ خمسين يوماً. يبدأ اليوم وفد إسلامي عربي، يضم القيادي في حزب الإصلاح اليمني عبدالمجيد الزنداني. والمسؤول في جماعة "الاخوان المسلمين" في الأردن عبداللطيف عربيات، وفيصل مولوي في "الجماعة الإسلامية" في لبنان وفتحي يكن والقيادي الإسلامي عمر الزبيري، وساطة بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم وحزب المؤتمر الوطني الشعبي، لنزع فتيل التوتر وتجاوز مرحلة النزاع الحالية بين الطرفين. وعلم أن الوفد لا يحمل اقتراحات أو أفكاراً محددة في شأن حل النزاع بين الحليفين السابقين، لكنه سيسعى إلى الافراج عن الترابي وأنصاره المعتقلين، وهو الأمر الذي فشل فيه الوفد في مهمة سابقة. ورحب الأمين العام للحزب الحاكم الدكتور إبراهيم أحمد عمر بوفد الوساطة، وعبر عن تقديره للجهود التي يقوم بها العلماء، كما رحب نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي عبدالله حسن أحمد بأي "جهد يسعى إلى الخير بين الناس وجمع الصف"، موضحاً أن حزبه لم يتلق أي اخطار رسمي في شأن وفد الوساطة الإسلامية، مطالباً باطلاق سراح زعيم حزبه وقادته المعتقلين قبل البحث في إيجاد حلول لمعالجة الأزمة. ورأى مراقبون ان مهمة وفد الوساطة الإسلامية لن تكون سهلة نظراً إلى تمسك طرفي النزاع بموقفيهما، إذ تسعى الحكومة إلى فرض شروط على الترابي وحزبه قبل الافراج عنه، لكن المؤتمر الشعبي يرفض أن يبحث في تسوية قبل اطلاق قادته. من جهة أخرى، نقل وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل رسالة من الرئيس عمر البشير إلى كل من الرئيس الاريتري أساياس افورقي والرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر غيللي، تتناول الدعوة إلى المشاركة في قمة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد خلال الشهر الجاري، والتي ستكرس لتسريع مساعي انهاء الحرب الأهلية في جنوب السودان. وعلم ان اسماعيل سيحاول في أسمرا وجيبوتي "بلورة موقف موحد يؤدي إلى احداث اختراق في جهود احلال السلام في السودان"، والتشاور في شأن المساعي التي يقودها البشير الذي يرأس الدورة الحالية ل"ايغاد" من أجل تحقيق مصالحة بين الفصائل الصومالية وإعادة الأمن والاستقرار إلى الصومال. إلى ذلك، ينتظر أن يعود إلى الخرطوم اليوم مبعوث الرئيس السوداني إلى الصومال السفير علي عبدالرحمن نميري من أديس ابابا حيث التقى رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي، والأمين العام لمنظمة الوحدة الافريقية سالم أحمد سالم، وقادة الفصائل الصومالية الموجودين في اديس ابابا، وسفراء "ايغاد" وشركائهم الغربيين.