ينقل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى خلال زيارته الكويت اليوم "الأفكار" التي حمّله إياها الرئيس العراقي صدام حسين في شأن ملف "الحالة بين العراقوالكويت"، والرغبة في اغلاق ملف الأسرى. وذكرت مصادر الجامعة ان موسى سينقل تلك الأفكار الى السعودية ايضاً، لكن موعد الزيارة لم يحدد بعد. ويتزامن تحرك الأمين العام مع تحرك عراقي يتمثل في زيارة نائب رئيس الوزراء طارق عزيز دمشق أمس، في طريقه الى العاصمة الروسية اليوم، وهو أكد استعداد العراق لكل الاحتمالات، واصفاً التهديدات الأميركية بالخيار العسكري بأنها "ابتزاز". في الوقت ذاته جددت روسيا تحذيرها من أن توجيه أميركا ضربة عسكرية الى العراق ستكون له "عواقب كارثية"، مستبعدة أي صلة لبغداد بالارهاب، ومؤكدة ضرورة قبولها استقبال المفتشين. كما جدد رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد دعوته صدام الى قبول عودتهم وإلا واجه العراق عواقب وخيمة راجع ص 2. ونقلت صحيفة "صباح" عن اجاويد قوله: "إذا واصل العراق رفضه السماح بعودة المفتشين، سيفتح ذلك المجال لمشكلات خطرة لكل العالم، خصوصاً الشرق الأوسط". في دمشق طرح طارق عزيز "رؤية بلاده لمستقبل العمل في الملف العراقي في مجلس الامن"، واصفاً التهديدات الاميركية بضرب العراق بأنها "ابتزاز". وقال بعد لقائه وزير الخارجية السوري فاروق الشرع: "لدينا قضايا مشتركة كقطرين عربيين شقيقين، وبحثنا في الوضع العربي، ونقول في ما بيننا ما ينبغي ان نفعله خصوصاً اننا مقبلون على قمة عربية". وزاد: "اوجزت للشرع تحليلاً للموقف في مجلس الامن ورؤية العراق لمستقبل العمل في المجلس مع الدول المعنية بالملف العراقي" باعتبار سورية انتخبت اخيراً عضواً غير دائم في المجلس. ورداً على سؤال قال طارق عزيز "ان التصريحات الاميركية القائلة بامكان ضرب العراق ابتزاز"، مؤكداً استعداد بلاده "لكل الاحتمالات". وسئل هل يحضر صدام القمة العربية المقررة في بيروت في آذار مارس المقبل، فأجاب ان القضية ما زالت قيد الدرس. وافادت مصادر رسمية ان الشرع بحث مع المسؤول العراقي في "المستجدات الاقليمية والدولية خصوصاً على الساحة الفلسطينية واستمرار اسرائيل في عدوانها، وخلق الذرائع لتغطية هجماتها الارهابية المسلحة المترافقة مع اغتيال الفلسطينيين وتهديم منازلهم". وأشارت الى أن اللقاء تناول ايضاً "سبل تفعيل التضامن العربي في اطار الجامعة". ووصل الى دمشق امس وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية الشيخ محمد الصباح السالم الصباح، وأفادت "وكالة الانباء السورية" ان نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام بحث مع الوزير "الوضع الدولي وانعكاساته على المنطقة العربية، اضافة الى الممارسات الاسرائيلية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني". كما تناولا الاستعدادات لعقد القمة العربية في بيروت، وضرورة خروجها بقرارات جدية. وكان طارق عزيز نفى أن تكون لزيارته دمشق علاقة بزيارة الشيخ محمد الصباح. تحرك موسى الى ذلك، يتوجه موسى الى الكويت اليوم لاستطلاع آراء مسؤوليها في تحركه في شأن ملف "الحالة بين العراقوالكويت" المكلف بحثه من قبل قمة عمان. وكان زار بغداد يومي 18 و19 كانون الثاني يناير الجاري والتقى الرئيس العراقي، ثم اطلع الرئيس حسني مبارك والملك عبدالله الثاني رئيس القمة الحالية على نتائج تحركه، وحصل على دعمهما كي يستمر في مشاوراته لبلورة "سيناريو" واضح يساهم في خروج قمة بيروت بقرار يغلق هذا الملف في اطار المصالحة والتضامن العربيين. وقالت مصادر عربية ل"الحياة" ان موسى سينقل الى المسؤولين الكويتيين الأفكار التي حمّله إياها الرئيس صدام حسين، والرغبة العراقية في اغلاق ملف الأسرى والمفقودين في الكويتوالعراق والسعودية باعتبارها "قضية انسانية" على أن يتم ذلك في اطار عربي. وأعرب سفير الكويت في القاهرة أحمد خالد الكليب عن أمله بنجاح مساعي الأمين العام لتسوية تلك المشكلة. وصرح مندوب الجامعة لدى الأممالمتحدة السفير حسين حسونة الذي رافق موسى في زيارته بغداد بأن الجامعة تركز جهودها على المصالحة العربية، لافتاً الى أن موسى بعث برسالة عاجلة الى الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان، ضمّنها نتائج زيارته بغداد.