تجري منذ حوالى السنة مشاورات وراء الكواليس السياسية في لبنان بهدف العمل على انشاء جبهة من الفاعليات المسيحية العاملة في المجال السياسي والحزبي، لتؤمن غطاءً ودعماً سياسيين وشعبيين لرئيس الجمهورية العماد اميل لحود، على ان تقف هذه الجبهة في وجه الطروحات السياسية والوطنية التي تميز بها "لقاء قرنة شهوان"، وقبله بيان المطارنة الموارنة ومواقف البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، ومواقف مطران الروم الأرثوذكس في بيروت الياس عودة. وعقدت اجتماعات كثيرة بعيداً عن الأضواء بهدف اقامة مثل هذه الجبهة، وذلك بعد الاتيان برئيس مطواع للرابطة المارونية هو السيد حارس شهاب. وبعد المجيء كذلك بمجلس مركب لقيادة حزب الكتائب وبرئيس مماثل من حيث الطواعية، هو السيد كريم بقرادوني، وبتركيب مجلس قيادة كثير الطواعية لقيادة "القوات اللبنانية"، الضابط المتقاعد فؤاد مالك.وعلى ان تضم هذه الجبهة، الموالية للسلطة، عدداً من المسؤولين السابقين في عدد من الأحزاب المسيحية القوات، الكتائب، الأحرار من الذين يرتبطون بمصالح ومراكز نفوذ مع السلطة. وحتى اليوم لم تشهد مثل هذه الجبهة النور، ولم تخرج الى العلن، لأن المخرجين لم يجدوا بعد ان المرشحين لعضويتها تمكنوا من استقطاب القوات الشعبية ليصبح لصوتهم الرنة والضجة المطلوبين. ويعتبر المراقبون ان رئيس الكتائب المنتخب كريم بقرادوني حاول جاهداً الدخول الى "صحن" قرنة شهوان، ولكن جماعة القرنة يدركون تطلعات الرجل، صاحب المدرسة العتيقة في نقل السلاح من كتف الى كتف ومحاولات الزعزعة من الداخل. وأدرك "لقاء قرنة شهوان" سعي رئيس الرابطة المارونية، حارس شهاب، الى عضوية قرنة شهوان لم يكن هدفه، عندما حضر اللقاء اليتيم من لقاءاتها، التعلق بأهدافها، وتحقيق مبادئها، بقدر ما هدفه الاحتجاج على معاتبيه من أجهزة السلطة. ويعرف المطلعون ان شهاب يسعى جاهداً، وراء الكواليس، الى تعديل نظام الرابطة الداخلي. وهذا النظام في حاجة الى تعديل، لكن شهاب يتطلع الى النفاذ، عبر هذا التعديل، الى تعديل آخر يسمح له بتجديد ولايته مع مجلسه الحالي مرة جديدة، في الوقت الذي يقر فيه أركان الرابطة والرؤساء السابقون والمرجعيات اللبنانية بأن شهاب فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق خطوة متقدمة واحدة على صعيد الجاليات اللبنانية المارونية في معظم بلدان الانتشار اللبناني. بيروت - سليم حايك