السابعة والنصف مساء كل يوم ، تطل برتا نهرا سندروسي على المشاهدين في لبنان والعالم العربي عبر شاشة "التلفزيون الجديد"New TV لتطلعهم على اخبار لبنان والعالم. وسندروسي وجه رافق "التلفزيون الجديد" منذ بدايته ليعود ويطل على الجمهور عبر الشاشة نفسها بعد اعادة انطلاق المحط، التي لعبت دوراً مهماً في حياتها الإعلامية على حد قولها. اول عمل اعلامي لسندروسي في الإعلام المرئي كان عام 1992 كمندوبة اخبار متجولة ، ثم مندوبة للتلفزيون في القصر الجمهوري في بعبدا ، لتنتقل بعد ذلك الى داخل الأستوديو كمذيعة رئيسة لنشرة الأخبار. الأبتعاد عن الروتين وحبها للمغامرات والتعرف الى اكبر عدد ممكن من الشخصيات والناس اسباب دفعتها الى العمل في الاعلام المرئي ، الا ان التجربة اظهرت لها العديد من الملاحظات. "صحيح ان لا روتين في العمل الأعلامي إلا ان هناك قضايا عدة تصدم الهاوي ما يلبث ان يعتاد عليها ، اهمها ديبلوماسية السياسيين الزائدة لدى استضافتهم التي تلامس حدود الكذب في احيان كثيرة ، وهو امر يزعجني ليس فقط كمطلعة على خفايا الأمور بل ايضا كمذيعة امثل المحطة التي اعمل فيها ولا أستطيع ترك الحرية لرأيي الشخصي في القضية المثارة او في الشخص محور اللقاء". واعتبرت سندروسي في هذا الأطار ان عمل مندوب الأخبار افضل من عمل المذيع، كون المندوب مسؤولاً عن تحقيقه وبإمكانه توجيه الخبر نحو الدفة التي يرغب بها وان بشكل نسبي وقالت: "لنعترف ان الإعلام في لبنان والعالم العربي غيره في اميركا والدول الأوروبية حيث بإمكان الصحافي هناك قلب المعادلة. اما في لبنان فالقيود والخطوط الحمر كثيرة والسياسة اللبنانية فيلم اميركي طويل لا ينتهي فصولاً ، اضافة الى ان الأخبار هي نفسها لا تتغير". الحضور ميزة ضرورية يجب ان تتوافر في مذيعة الأخبار، كما تقول سندروسي وهي تعتبر ان عملها السابق مندوبة اخبار مدها بزخم سياسي كبير تستعمله دائماً "من الضروري ان تفهم المذيعة ما تقرأه وان يكون لديها اطلاع على مجريات الأحداث السياسية لتنقل الأخبار الى الجمهور بلغة جميلة وسليمة ، شخصياً كنت اتمنى لو استطعت التوفيق بين عملي كمذيعة وكمندوبة الا ان متطلبات العائلة حالت دون ذلك". ورأت سندروسي ان باب المنافسة في المجال الإعلامي اصبح كبيراً جداً في ظل وجود العديد من المحطات الفضائية العربية، ما يتطلب مجهوداً اضافياً من المذيعة وعدم الاعتماد على جمال الشكل والحضور فقط "قد تكون الفضائيات العربية الأخرى لا سيما منها الإخبارية اكثر تطوراً تقنياً من الفضائيات اللبنانية الا ان العنصر البشري العامل في الإعلام المرئي اللبناني متميز جداً، وأبرز دليل على ذلك هو ان عدداً كبيراً من المذيعات على الفضائيات العربية لبنانيات ومعظمهن كن يعملن في "التلفزيون الجديد"، الذي بالمناسبة، خرج طاقماً اعلامياً مهماً معظم افراده في مراكز القرار الإعلام العربي". سندروسي ام لولدين تختار الاهتمام بهما اذا خيرت بين عملها وعائلتها، واعتبرت ان لزوجها الفضل الكبير في مساعدتها على التقدم مهنياً قائلة: "زوجي ساعدني جداً على إكمال مسيرتي الإعلامية، ومن دون دعمه لأجبرت على البقاء في المنزل مع أولادي". واختتمت سندروسي اللقاء مع "الحياة" بالقول: "الوقوف امام الكاميرا عمل ممتع ومضنٍ في الوقت نفسه، واكثر ما اخشاه الضحك مباشرة على الهواء خصوصاً وانني اضحك بسهولة، كما احاول جاهدة عدم الوقوع في اخطاء لغوية احتراماً للجمهور ولعمي استاذ اللغة العربية". وتوجهت بالشكر الى عائلتها الثانية في "التلفزيون الجديد" متمنية للمحطة والعاملين فيها التقدم في مسيرتها الجديدة بعد انقطاع قسري أبعدها عن جمهورها وعن العمل الذي تحب.