واشنطن - "الحياة" - كشفت مصادر ديبلوماسية ان الإدارة الاميركية تملك معلومات مستقلة، عن تلك التي تسلمتها من اسرائيل، وهي تشير الى تورط عماد مغنية من "حزب الله" في لبنان وايران في مسألة سفينة الأسلحة التي احتجزتها اسرائيل، وقالت انها كانت متجهة الى مناطق السلطة الفلسطينية. وترافق ذلك مع مطالبة اميركية علنية، من بيروت، بتسلم عناصر من "حزب الله" متهمة بالاعتداء على اميركيين. راجع ص 3 وأوضحت المصادر ان المعلومات تشير الى ان عناصر داخل السلطة الفلسطينية و"فتح" كانت تربطها قبل اتفاق "أوسلو" علاقة ب"حزب الله" أعادت احياء هذه العلاقة. واكدت مصادر أميركية ان الولاياتالمتحدة جادة تماماً في موضوع الارهاب و"حزب الله" وان على لبنان ان يتقدم بتصور لمعالجة هذه الازمة. ورأت ان تعامل لبنان وسورية مع الموقف الاميركي من "حزب الله" وكأنه مجرد استهلاك محلي أو خطوة اعلامية لإرضاء اسرائيل هو أمر خاطئ، ذلك ان "الموقف الاميركي من حزب الله حدد على أعلى المستويات في البيت الأبيض". وأفادت مصادر ديبلوماسية ان الولاياتالمتحدة بعثت حديثاً برسالة واضحة الى الحكومة اللبنانية مؤكدة جدية الموقف الاميركي من "حزب الله". وقالت إن واشنطن تعتبر أن "حزب الله" يأتي في الموقع الثاني على اللائحة الاميركية التي يحتل تنظيم "القاعدة" برئاسة اسامة بن لادن الموقع الأول فيها. وأضافت ان الولاياتالمتحدة تملك معلومات حول الأدوار التي لعبها "حزب الله" خارج جبهة المواجهة مع اسرائيل. وقالت المصادر ان الحكومة اللبنانية لم تلحظ بعد الفارق بين الموقف الاميركي من "حزب الله" قبل 11 ايلول سبتمبر وبعده على رغم "الرسائل المتتالية التي تبعث بها واشنطن الى بيروت والدول المعنية بملف حزب الله". وتخوفت المصادر من "تزايد تورط حزب الله في الساحة الفلسطينية - الاسرائيلية لكي يبعد نفسه عن تهمة الارهاب الدولي ويربط نشاطه بمسار الصراع العربي - الاسرائيلي". وترى المصادر ان الردود التي قدمتها السلطات اللبنانية حتى الآن والتي تعتبر "حزب الله" مجرد مقاومة مشروعة للاحتلال لم تأخذ في الاعتبار الموقف الاميركي الذي لا يقيم تمييزاً بين "ارهاب جيد وارهاب سيء". واعادت المصادر التذكير بتصريحات للامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله اعتبر فيها المدنيين الاسرائيليين "هدفاً مشروعاً". ويقر المسؤولون الاميركيون بأن لموضوع "حزب الله" أبعاداً اقليمية ولا يمكن بالتالي حله على المستوى اللبناني وحده، في اشارة الى الحوار بين واشنطن ودمشق. ويجري سفير لبنان في واشنطن فريد عبود اتصالات بعيداً عن الأضواء مع المسؤولين الاميركيين حول هذا الموضوع. وشملت اتصالاته حتى الآن مسؤولين في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي. وفي السياق نفسه، قال رئيس وفد الكونغرس الاميركي زعيم الأقلية الديموقراطية ريتشارد غيبهارت امس في بيروت: "اننا جادون بطلب تسلم عدد من أفراد الحزب حزب الله شاركوا في الماضي في ارتكاب اعمال ارهابية ضد الولاياتالمتحدة".