أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "بيلد" الالمانية المرموقة ان غالبية ساحقة من المحافظين الالمان تؤيد تولي السياسية الليبيرالية انجيلا ميركل زعامة حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي، الذي يتطلع مسؤولوه الى تحسين صورته بعد مسلسل الفضائح المالية التي طاولت اقطابه وابرزهم المستشار السابق هلموت كول. وتنافس ميركل على المنصب، وزير الدفاع السابق فولكر روهي نائب زعيم الحزب. وشهدت مقاطعة شليسويك هولشتاين الالمانية أواخر الأسبوع الماضي، انتخابات محلية هي الاولى من نوعها هذا العام وتأتي بعد مسلسل الفضائح المالية التي طاولت عدداً من اقطابه وفي مقدمهم "مهندس الوحدة" الالمانية هلموت كول وخليفته في زعامة الحزب فولفغانغ شويبله. وفازت في انتخابات شليسويك هولشتاين هايدي سيموني مرشحة الحزب الديموقراطي الاشتراكي الذي يتزعمه المستشار غيرهارد شرويدر واحتفظت بمنصبها رئيسة لحكومة المقاطعة. لكن المفاجأة لم تكن في فوز الاشتراكيين، بل في احتفاظ الديموقراطيين المسيحيين بثقل سياسي هناك ونجاحهم في الحد من خسارتهم. وعلى رغم الفضائح المالية، لم يخسر الديموقراطيون المسيحيون سوى 2 في المئة من أصوات ناخبيهم مقارنة بالانتخابات السابقة في المقاطعة قبل أربع سنوات. ويفترض ان تشكل هذه النتيجة دعماً كبيراً لمرشحهم في انتخابات المقاطعة فولكر روهي وزير الدفاع السابق وأحد نواب رئيس الحزب. ويعرف عن روهي أنه لم يكن طامحاً الى منافسة سيمونس على رئاسة حكومة شليسويك هولشتاين فحسب، بل يسعى أيضاً للفوز بزعامة الحزب بعد استقالة رئيسه فولفغانغ شويبله بسبب الفضائح المالية المعروفة بفضيحة الحسابات السوداء. وكما في الانتخابات المحلية يبدو أن مصارعه الأقوى على شغل المنصب الشاغر سيدة أيضاً. وهي انجيلا ميركل "المرأة الحديد" القادمة من شرق البلاد والتي تشغل حالياً منصب الأمين العام للاتحاد الديموقراطي المسيحي. ومعلوم ان ميركل محسوبة على التيار الأكثر ليبرالية في حزبها، ما يفسر التأييد الواسع الذي تحظى به من قبل الشباب والنساء ومؤيدي التجديد على أساس القطيعة مع مرحلة المستشار السابق كول. ولم يقتصر الدعم لها على الترحيب الحار الذي تلقاه في الاجتماعات التي تقيمها فروع الحزب لمناقشة موضوع خلافة شويبله، بل عبّر العديد من أصحاب مناصب الدرجة الثانية في الحزب عن دعمهم لترشيحها رئيسة له. وفي المقابل، تحاشى زعماء "الدرجة الأولى" والقدامى الإعلان صراحة عن تأييدهم أو معارضتهم لكل من ميركل أو روهي. وتقوم حجتهم العلنية في ذلك على أن الوقت ما زال مبكراً لحسم خيارهم في انتظار ما ستفضي إليه نتائج اجتماعات الفروع في هذا الشأن. ورجح مراقبون أن غالبيتهم تؤيد روهي ولكنها لا تريد الإفصاح عن ذلك مراعاة لرغبة القاعدة. وشذ عن ذلك العديد من زعماء الحزب الاجتماعي المسيحي الشقيق الذي يحكم مقاطعة بافاريا الجنوبية، اذ قال رئيسه ادموند شتويبر اكثر من مرة ما ينطوي على عدم تفضيله لميركل كونها ليبرالية أو يسارية اكثر من اللزوم. وعلى رغم أن انتخابها أو عدمه ليس شأناً خاصاً بالحزب الاجتماعي المسيحي فإن تصريحات زعمائه تحظى بصدى قوي في أوساط الديموقراطيين المسيحيين بسبب التحالف الوثيق القائم بين الحزبين منذ عقود. غير أن ما يخفف من وطأة مواقف شتويبر على ميركل حقيقة أن هناك من يؤيدها في حكومة شتويبر نفسه، بينهم وزير داخليته القوي كونتر بيكشتاين الذي صرح بأنه يرى فيها شخصية جذابة لقيادة الديموقراطيين المسيحيين. وفي وقت احتدم الجدل حول المنصب، أفادت صحيفة "برلينر مورغن بوست" المحافظة في عددها الصادر اول من امس، أن الأمينة العامة أعربت عن استعدادها للتنازل عن المنصب لمصلحة روهي. لكن العديد من زعماء حزبها نفوا ذلك بشدة واصفين الخبر بأنه غير صحيح. وبعيداً عن الاشاعات التي ستتكاثر الى حين انعقاد مؤتمر الحزب في 20 الشهر الجاري، تبدو ميركل الأكثر حظاً حتى الآن. واظهر استطلاع للرأي العام نشرت نتائجه صحيفة "بيلد" ان 62 في المئة من ناخبي الحزب يؤيدون ميركل 45 عاماً، فيما يؤيد 39 في المئة روهي 57 عاماً.