تواجه المستشار الالماني جيرهارد شرويدر مع منافسه إدموند شتويبر في مناظرة تلفزيونية حامية أمس الاول الاحد تعد أول مناظرة على الاطلاق في ألمانيا على النمط الامريكي، وقد هاجم كل منهما الاخر ولكن المناظرة لم تسفر عن هازم ومهزوم، كما أن أيا من المرشحين لم يرتكب خطأ جسيما. وكان شتويبر أكثر عدوانية إذ كثيرا ما هاجم شرويدر مباشرة ووصف سياساته بأنها مدمّرة أو خاطئة تماما واتهمه بالكذب. وعلى العكس لعب المستشار شرويدر دور رجل الدولة وكاد يبدو وكأنه يعامل غريمه بلين كي لا ينزلق إلى مستوى مجرد مرشح. ولم يرتكب أي من المرشحين خطأ فادحا في تلك المناظرة التي استمرت 75 دقيقة والتي كان صحفيان يوجهان خلالها الاسئلة في أحد استوديوهات التلفزيون في برلين ومع عدم وجود متفرجين مشاركين على الهواء مباشرة. وبدا شتويبر (6. عاما) متحفزا في حين كان الانهاك أحيانا يبدو على شرويدر (58 عاما). وكان كلاهما يرتدي بذلة داكنة اللون، وكان شرويدر يرتدي ربطة عنق حمراء اللون رمز الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتزعمه وشتويبر يرتدي ربطة عنق داكنة اللون ومقلّمة. ولم تعبر لفتات كل منهما عن شيء يذكر. فقد كان شتويبر يقف منتصبا وشرويدر غالبا ما يتكئ على جانب المنبر الذى يتحدث خلفه. وأسفرت استطلاعات الرأي التي أجريت عقب المناظرة مباشرة عن نتائج متضاربة، إذ أظهر بعضها شرويدر كفائز في الانتخابات بينما أشارت استطلاعات أخرى إلى فوز شتويبر، وكانت هناك أيضا نتائج دلت على أن كليهما أبلى بلاء حسنا. وكان الزعيم الالماني قد ظل متخلفا عن شتويبر في استطلاعات الرأي منذ مطلع العام الحالي، إلا أن تعامله السريع مع أزمة الفيضان التي شهدتها ألمانيا مؤخرا جعله يلحق بشتويبر. ويتخلف شرويدر عن شتويبر حاليا بنقطة مئوية واحدة أو نقطتين مما يمكن أن يدخل في عداد هامش الخطأ طبقا لنتائج بعض الاستطلاعات. وقال شرويدر وهو يبتسم ابتسامته الساخرة الواثقة ليس هناك أي سبب يدعونا لان نرتجف خوفا من استطلاعات الرأي. والقضايا الاساسية التي أثارها شتويبر مرشح التحالف المسيحي الديمقراطي كي يهاجم شرويدر هي تصاعد البطالة ومسألة الضرائب والهجرة. وذكّر شتويبر الناخبين بتعهد شرويدر بخفض البطالة إلى 3.5 مليون شخص قبل يوم الانتخابات في 22 سبتمبر المقبل. ويزداد المعدل حاليا وقد تجاوز أربعة ملايين. وقال أتيحت للسيد شرويدر أربع سنوات من الحكم وفشل في استغلالها. وعزف شتويبر على نغمة كارثة الفيضانات بقوله لدينا كارثة وطنية أخرى هي البطالة. وردا على ذلك قال شرويدر أن عدم الوفاء بهذا الوعد يرجع إلى كساد الاقتصاد العالمي وبخاصة ضعف الاقتصاد الامريكي. وكانت هذه اللحظة من المناظرة أكثر اللحظات التي بدا فيها المستشار الالماني في موقف الدفاع. وفيما يتعلق بالضرائب هاجم شتويبر المستشار شرويدر لسعيه ارجاء خفض الضرائب المرتقب حتى عام 2004 لتعويض الاضرار التي تسببت فيها الفيضانات والتي بلغت مليارات اليورو. ويدعو شتويبر إلى اللجوء بدلا من ذلك إلى الاستفادة بالاموال الموجودة في البنك المركزي الالماني (البوندسبنك). ولكن شرويدر رد بهجوم مضاد واتهم منافسه بأنه يريد فحسب أن تنشأ ديون جديدة تثقل كاهل أولادنا وأحفادنا. كما اتهم شتويبر بأنه يعرض استقطاعات للضرائب تبلغ 70 مليار يورو (68 مليار دولار) لا يمكن تعويضها. وقال شرويدر إنك لا تفعل سوى الوعد بكل شيء لكل شخص. وبالنسبة للهجرة قال شتويبر أن الحكومة تريد أن تسمح بدخول عدد من الاجانب أكثر مما تستطيع ألمانيا أن تستوعب، لاسيما وأن هناك دولا مثل بولندا وجمهورية التشيك ستنضم قريبا إلى الاتحاد الاوروبي وسيزداد ضغط المهاجرين الجدد في الوقت الذي يحصل مواطنو هذه الدول على حق العمل في ألمانيا. وقال شتويبر إنني أعتبر أن زيادة الهجرة تدل على اللامسئولية. وأضاف انه يعد بتضييق قوانين الهجرة التي تطبقها حكومة شرويدر. وأجاب شرويدر بقوله أن ألمانيا تحتاج إلى خبراء أجانب للاسهام في بناء مجالات للتكنولوجيا المتطورة. وتصارع الغريمان بشأن السياسة الالمانية إزاء العراق، ولكن في هذا الشأن بدا شوريدر له سياسة واضحة بينما كان شتويبر في موقف الدفاع هذه المرة. وتعهد المستشار الالماني بألا يرسل قط قوات لتحارب تحت لواء الولاياتالمتحدة ضد العراق، وجعل هذه القضية نقطته الاولى عندما أجمل أفكاره في نهاية المناظرة. وطلب من شتويبر مرارا وتكرارا أن يجيب بنعم أو لا على إرسال قوات لخوض مثل هذه الحرب ولكنه لم يرد ردا قاطعا. بل شدد شتويبر فقط على أن الرئيس العراقي صدام حسين مجرم حرب استخدم غازات سامة ضد شعبه. وحذر شتويبر من أن شرويدر يخفض الضغط الدولي على بغداد باستبعاده شيئا قبل أن تتخذ ألمانيا قرارا بشأنه. وتظهر نتائج استطلاعات الرأي أن أكثر من 80 في المائة من الناخبين يعارضون أي دور لالمانيا في حرب محتملة ضد العراق. وسيتواجه المرشحان في مناظرة تلفزيونية ثانية وأخيرة في 8 سبتمبر المقبل.