خطا لبنان خطوة اساسية على طريق تطوير تعاونه الاقتصادي والتجاري والثقافي مع المجموعة الاوروبية من خلال توقيع اتفاق الشراكة الذي يجعله شريكاً اقتصادياً وسياسياً رئيسياً للاتحاد الأوروبي ويرسل اشارة واضحة الى المستثمرين والدوليين. ورعى حفل التوقيع بالأحرف الأولى رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري ورئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي في احتفال أقيم في بروكسيل ووقّعه عن لبنان وزير الاقتصاد والتجارة باسل فليحان وعن الجانب الأوروبي نائبة المدير العام للعلاقات الخارجية في المفوضية الأوروبية كاترين داي. ويفترض ان يؤدي توقيع الاتفاق، الذي يُعتبر نافذاً بعد ثلاثة اشهر ريثما تقرّه برلمانات الدول الأوروبية، الى تدعيم الشراكة الأوروبية المتوسطية، علماً انه لا يلزم لبنان بالتعاون الاقليمي مع اسرائيل وإن كان يلزمه وأوروبا بإجراءات تحرير التبادل التجاري بينهما ويؤمّن افادة رجال الأعمال والمستهلكين اللبنانيين من توسيع رقعة التنمية والتجارة والاستثمارات العالمية. ولبنان هو سابع دولة عربية توقّع الاتفاق بعد تونس والمغرب والجزائر ومصر والأردن والسلطة الوطنية الفلسطينية. وحصل لبنان على بعض التسهيلات لمرحلة سماح خلافاً لمعظم الاتفاقات المعقودة مع الدول العربية، منها الحرية الكاملة لدخول المنتجات الصناعية والزراعية اللبنانية الى أوروبا من دون رسوم او سقف باستثناء لائحة محدودة من المنتجات الحساسة التي وضعت لها سقوف متحركة. ويضمن الاتفاق ازالة تدريجية للرسوم على دخول المنتجات الصناعية الأوروبية الى لبنان على فترة تمتد 12 عاماً بدءاً من العام السادس على الاتفاق حيّز التنفيذ. كما يخفض لبنان التعرفة على دخول الصادرات الزراعية الأوروبية بعد 5 اعوام من بدء تطبيق الاتفاق اضافة الى سلسلة من الخفوضات والرسوم في ما يتعلق بالمنتجات الغذائية. ويؤسس الاتفاق الذي خلا من اي بنود عن مكافحة الارهاب أسوة بما تضمنه اتفاقا الشراكة مع كل من مصر والجزائر، لمزيد من التحرير في الاقتصاد اللبناني عبر التزام لبنان اقتراح تشريعات حديثة في المنافسة والملكية الفكرية، والشروع في مباحثات مبكرة لفتح اسواق التبادل في الخدمات المصرفية والنقل والتأمين والسياحة. وألقى الحريري كلمة فاعتبر "انه يوم عظيم للبنان ولأوروبا، وعلاقاتنا التاريخية باتت الآن مكرسة في اتفاق شراكة يزيد من التقارب بيننا"، وأكد "ان هذا الاتفاق هو اقتراع ثقة بلبنان وبمستقبل العلاقات". ولفت الحريري الى "ان الاتفاق يلبي الاهداف الرئيسة لسياسة حكومتنا ويمثل بداية حقبة جديدة". وقال: "ان شراكتنا تشكل نموذجاً للمنطقة بسبب القيم المشتركة التي يتقاسمها لبنان وأوروبا، وهي تعلقنا بالحرية والتزامنا الديموقراطية وحقوق الانسان". وشدد على الاشتراك في "هدف نبيل هو إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وضمان مستقبل افضل لشعوبنا، ولأوروبا دور حيوي في البحث عن السلام". وأضاف: "تعلمون كم هو صعب التحدث عن السلام اليوم فيما يحطم استمرار العنف والاحتلال آمال شعوب المنطقة، لكن هذا يجب ألا يقودنا الى اليأس، فالسلام يمثل الخيار الأوحد في نظرنا لأن العنف والاحتلال ليسا الحل. اننا ما زلنا نومن بأن السلام ممكن، إلا انه يجب ان يكون شاملاً ومبنياً على قرارات مجلس الأمن الدولي، وهذا هو السلام الذي نبحث عنه والقادر على الاستمرار وعلى توفير الاستقرار لنا جميعاً، لأولادنا ولأولادهم من بعدهم". وخاطب الحريري برودي قائلاً: "عندما كنتم في بيروت قلت لكم اننا نعتقد ان في امكاننا ان نعمل سوياً لجعل اتفاق الشراكة نموذجياً لبقية دول المتوسط ومفتاحاً لنجاح الشراكة الأوروبية المتوسطية، وزادت قناعتي بأن في امكاننا العمل سوياً لتحويل هذا التحدي الى واقع". وزار الحريري رئيسة البرلمان الأوروبي نيكول فونتين التي ركزت على الاهتمام الكبير الذي توليه أوروبا بلبنان. ورداً على سؤال عن موقف الحريري من مكافحة الارهاب قالت فونتين انه يمثل "حكومة في بلد ديموقراطي مثل لبنان، وطبيعي ان هذا البلد يكافح الارهاب ويتصدى له وقد اثبت تعاوناً على هذا الصعيد". وأوضح الحريري "ان جميع دول الاتحاد ستعاوننا وستعمل معنا في تدعيم صادراتنا الى اوروبا".