باتت الطريق معبدة لتوقيع اتفاق الشراكة بين لبنان والاتحاد الاوروبي، قبل عطلة الصيف المقبل، في انتظار استكمال المفاوضات على بعض التفاصيل العالقة. هذا ما انتهت اليه زيارة رئىس المفوضية الاوروبية رومانو برودي لبيروت التي التقى خلالها رئىس الجمهورية اميل لحود ورئىس المجلس النيابي نبيه بري ورئىس الحكومة رفيق الحريري، وانتقل بعدها مساء الى دمشق. وناقش برودي والحريري امس انضمام لبنان الى اتفاق الشراكة الاوروبية، والعلاقة بينه وبين المفوضية من مختلف النواحي، وعقدا مؤتمراً صحافياً على الأثر، وصف فيه رئىس الحكومة المحادثات مع المسؤول الاوروبي بأنها "مثمرة توافقنا خلالها على متابعة البحث للتوصل الى اتفاق في اسرع وقت ممكن قبل حلول الصيف، لتوقيع اتفاق الشراكة. على ان يتوجه وزير الاقتصاد باسل فليحان لهذا الغرض الى بروكسيل" الاسبوع المقبل من باريس حيث يكون في عداد الوفد المرافق للحريري في زيارته لها. ونقل عن برودي تفهمه لمشكلات لبنان وحاجاته، ووعده بدعمه والوقوف الى جانبه للتوصل الى هذا الاتفاق "الذي سيأخذ وطننا الى الأمام ويجعله مركزاً للكثير من النشاطات الثقافية والمالية والتجارية والسياحية، ويمكنه من الافادة من رجال الاعمال الاوروبيين والصناعيين للعمل وفتح فروع ومراكز لنشاطاتهم فيه، ومن الخبرات المعلوماتية المتوافرة لديهم". وأكد برودي ذلك، موضحاً ان الطريق معبدة لتوقيع الاتفاق قبل عطلة الصيف، و"انه ليس اقتصادياً فحسب، بل هو ايضاً مؤشر الى مشاطرة القيم والاهداف نفسها، وكوننا في مجموعة الدول نفسها، لكن ثمة مسائل سنحاول حلها الاسبوع المقبل، تتعلق بالانتاج الزراعي والخدمات ومجالات الاعمال الاخرى". واذ اشاد "باتجاه الاصلاح الكامل لعمل الدولة اللبنانية لاعادة هيكلة الادارة والاقتصاد". مبدياً دعمه للاصلاحات وتفهمه للمشكلات، تعهد تشجيع المصارف والشركات الاوروبية الخاصة على الاستثمار في لبنان والتعاون معه في الاصلاح الاقتصادي والضريبي. ووعد بالمساعدة في ايجاد حل لمشكلة الالغام في الجنوب. وشدد على ان يترجم الاتفاق في شأن المنتوجات الزراعية اللبنانية "كميات والا فقد معناه". وأبدى تعاطفاً مع جهد الحكومة لتحويل لبنان مركزاً للتجارة الحرة والنشاط الاقتصادي. وفضل ان تكون "الاتفاقات بين الاصدقاء خالية من الشروط، وان تكون الحكومة اللبنانية اتخذت اجراءاتها او على الاقل برمجتها، لأنها تسير في الاتجاه الذي نأمل به". وأمل برودي بأن تسمح الظروف بعودة الحياة الى وسط بيروت، "لأنها ليست مكونة فقط من مبانٍ، بل هي مكان لعودة الناس وإمكان العيش بين مختلف الديانات والشعوب". وتوقع تنامياً للدور الاوروبي في عملية السلام في الشرق الاوسط، مكرراً الدعوة الى الحكم على حكومة آرييل شارون "بحسب افعالها"، ومطالباً بأن تستأنف عملية السلام على المسار الفلسطيني - الاسرائىلي من حيث توقفت في طابا. وقال إن لبنان سيحصل على تسهيلات مالية بعد توقيع اتفاق الشراكة مع أوروبا. الى ذلك، يتوجه الحريري اليوم الى المملكة العربية السعودية في زيارة خاصة تستغرق 24 ساعة، ينتظر ان يلتقي خلالها كبار المسؤولين ويبحث معهم في آخر التطورات في المنطقة. وكان الحريري عقد لقاء مع المشاركين في المؤتمر العربي الدولي الثالث للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في بيروت، تحدث خلاله عن سياسة الحكومة الاقتصادية والخصخصة. فأعلن ان "القرارات التي تتخذها الحكومة بهدف خفض عجز الموازنة تلحظ الخصخصة التي تشكل عاملاً مؤثراً وخصوصاً في قطاع الاتصالات". وأكد الاتجاه الى "تحرير هذا القطاع"، لكنه لفت الى ان "الحكومة تدرس التعارض الذي يتحدث عنه البعض بين تحرير هذا القطاع وخصخصته". ورأى ان تعديل قانون الجمارك يفوق قرار خفض الرسوم الجمركية اهمية، لأنه يمثل مؤشراً "الى توجه لبنان نحو توقيع اتفاق الشراكة مع اوروبا".