قال أسقف ميلانو الكاردينال كارلو ماريّا مارتيني 75 عاماً: "إن بيت لحم اليوم مدينة خالية وحزينة منع الحجيج عنها" وتعيش اليوم في ظل "أسى هذا العذاب". وأضاف مستشهداً بإنجيل لوقا: "اليوم إذا ذهبنا إلى بيت لحم فإننا لن نرى نور يسوع الوليد بل نستمع إلى دوي القنابل". جاء ذلك في القدّاس الذي أقامه الكاردينال مارتيني في كنيسة سانتا ماريا دي ميراكولي عذراء المعجزات في ميلانو حيث احتشد جمع غفير من المصلين الذين ردّوا على كلماته بتصفيق طويل غير معتاد في الكنائس. يذكر أن هذه هي المرة الثانية في غضون ثلاثة أيام التي يشدد فيها أسقف ميلانو الذي يعدّ من كبار كرادلة الكنيسة الكاثوليكية، على عذابات سكان بيت لحم والقدس وفلسطين عموماً إذ كان استغل فرصة الصلاة التي أقامها يوم عيد الميلاد في سجن ميلانو المركزي لإعلان انضمامه إلى عذابات الفلسطينيين وللتضامن مع الرئيس ياسر عرفات الذي منعه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون من مشاركة أبناء بيت لحم صلاة عيد الميلاد المجيد. واعتبر أسقف ميلانو السلام "معجزة إلهية" تحول "الحروب والإرهاب والعنف والانقسام بين الشعوب والمظالم التي تلحق بالشعوب في العالم" دون تحققها. وانتقد "الحالة المأسوية التي تعيش في ظلها شعوب الأرض في يومنا هذا". ودعا المؤمنين "إلى الصلاة من أجل أن تتحقق المعجزة الإلهية بالسلام على الأرض" مشدداً على الأوضاع القائمة في الشرق الأوسط وفي أفغانستان وآسيا وإفريقيا. وتوقف الكاردينال مارتيني طويلاً عند الشرق الأوسط مؤكداً "الظلام الذي يخيّم اليوم على بيت لحم، مهد السيد المسيح عليه السلام، وعلى القدس". وأضاف: "بيت لحم اليوم إن هي مدينة جرداء منع الحجيج من الوصول إليها تعيش ظلمة عذاب هذا الأسى" وعلى رغم عسر استخدام الكلمات السعيدة في ظروف مثل هذه، كما أكد أسقف ميلانو، فإنه تمنى أن تتاح يوماً "فرصة أن تعود إلى بيت لحم والقدس الفرحة والحبور اللذان كان يشعر بهما من كان يقصدهما لزيارة مهد وميلاد المسيح الطفل". ويتناغم ما أعرب عنه أسقف ميلانو مع دعوات الكنيسة الكاثوليكية بالعمل لتوكيد منطق العمل من أجل السلام بين الشعوب والذي أكده بابا الفاتيكان يوحنا بولص الثاني في صلاته الأحد الماضي عندما دعا المجتمع الدولي إلى "اختتام العام الحالي تاركين وراء الظهر كل أحقاد الماضي". وقال البابا في صلاة الأحد الأخير من العام الحالي "آمل أن يبتدأ العام 2002 مصحوباً بالحب وبالسلام الذي دعا إليه السيد المسيح" وإلى الاستفادة من احتفال "عائلة الناصرة عائلة السيد المسيح في جعل السلام والحبر عنوانين أساسيين للعام الجديد. وقال: "أتضرع إلى الله من خلال عائلة الناصرة بأن يكون العام الجديد مناسبة لنسيان أحقاد و كراهيات الماضي والبدء بالعام الجديد مليئين بالرغبة في الهمل من أجل السلام والحب". وفي تطور آخر يسير بالضد مع منطق الفاتيكان والبابا دعا أسقف مدينة بولونيا الكاردينال جاكومو بيفّي المعروف بتشدّده المسيحي إلى الحذر ممّا قد يحتويه الحوار بين الأديان في "هذا الظرف الخاص الذي نعيش في ظلّه من مخاطر خفية" يحاول البعض من خلاله التسيّد "من خلال العنف ومنطق الرعب". ودعا بيفّي المصلين والعالم المسيحي إلى "عدم تناسي القيم الروحية الأساسية للمسيحية التي يمكن أن تتضرر من مخاطر الحوار بين الأديان" الذي أكد بيفّي "ضرورة عدم تجاهله" لكن "الحذر من عدم الوقوع في خطأ قبوله من جانب واحد فقط" أي من جانب الكنيسة الكاثوليكية فحسب.