} يتوجه الناخبون في بيلاروس اليوم، الى صناديق الاقتراع للمشاركة في انتخابات رئاسية يتوقع ان تؤدي الى تجديد ولاية الكسندر لوكاشينكو الذي مهد لاعادة انتخابه بحملة امنية بذريعة وجود مؤامرة خارجية لاستبعاده. يتوجه حوالى 7 ملايين ناخب في بيلاروس الى صناديق الاقتراع اليوم، لانتخاب رئىس جديد للبلاد، وسط توقعات بحصول تلاعب في نتائج الانتخابات ومخاوف من تكرار "السيناريو اليوغوسلافي". ورجحت الاستطلاعات فوز الرئىس الحالي الكسندر لوكاشينكو على منافسه الاساسي مرشح المعارضة فلاديمير غونتشاريك. ورافق الحملة الانتخابية التي وصفت بأنها الأسوء خلال السنوات الاخيرة، كثير من اللغط وتبادلت مينسك الاتهامات مع المعارضة والمراقبين الدوليين الذين شككوا في نزاهة الانتخابات. ويبلغ عدد سكان بيلاروس روسيا البيضاء عشرة ملايين نسمة وهي تعاني ازمة اقتصادية خانقة، ما دفع ادارة لوكاشينكو الى التطلع الى موسكو وطرح مبادرة اقامة وحدة روسية - بيلاروسية، جرى توقيع وثيقة حولها في نهاية عهد الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن. وتعرضت مينسك لانتقادات كثيرة من الغرب الذي اتهم لوكاشينكو مراراً بانتهاج اساليب بوليسية في الحكم. ورأت المعارضة البيلاروسية ان سياسة الانغلاق التي فرضها لوكاشينكو اضرت بالبلاد وعجلة النهوض الاقتصادي والسياسي فيها، ما اعاقها عن الحاق بدول اوروبا الشرقية التي حققت تطوراً ملحوظاً على صعيد الديموقراطية وحقوق الانسان. وعمدت المنظمات الدولية الى التواجد بكثافة في مينسك منذ انطلاق الحملة الانتخابية الامر الذي ادى الى صدامات مع الحكومة البيلاروسية التي اتهمتها بالانحياز للمعارضة، وأبعدت عدداً من الناشطين فيها بعدما اعلن مجلس الامن البيلاروسي انه كشف عن "مؤامرة" اعدتها الاستخبارات الغربية تهدف الى استغلال الحملة الانتخابية لابعاد لوكاشينكو عن السلطة. وشملت مذكرة اصدرتها الاجهزة الامنية اسماء مجموعة "عناصر في اجهزة الاستخبارات الغربية" قالت انهم يعملون في مينسك "تحت غطاء منظمات انسانية". وفي الوقت نفسه، هددت مينسك بطرد رئيس بعثة منظمة الامن والتعاون الاوروبي فانس غيورغ نيك بعدما وجهت اليه اتهامات بالتدخل في شؤونها الداخلية. وذكر غيورغ نيك ان مينسك اتخذت موقفاً سلبياً من منظمته منذ انتقدت سير الانتخابات البرلمانية في بيلاروس عام 2000. وعلى رغم ان لوكاشينكو اعلن ان المراقبين الدوليين سيتمكنون من ممارسة نشاطهم بحرية و"سيتأكدون بأنفسهم من ان بلادنا لا تختلف عن اي دولة اوروبية متحضرة" فان المعارضة البيلاروسية ابدت شكوكاً كبيرة في ذلك. وزاد الامر سوءاً ظهور منشورات امس في المدن البيلاروسية الكبرى دعت المواطنين الى حمل السلاح والاستيلاء على السلطة بالقوة. وأكدت المنشورات التي حملت توقيع "جيش التحرير البيلاروسي" وهو منظمة لم يسبق ان اعلن عن وجودها على ضرورة احتلال القصر الرئاسي ومنشآت حكومية اخرى. وحذر الرئىس البيلاروسي من القيام بأي اعمال تهدف الى زعزعة الاستقرار. وشدد على ان حكومته ستواجه "بعنف وسرعة" اي محاولة لذلك، غير ان مرشح المعارضة اتهم الحكومة بأنها تقف وراء المنشورات، مشيراً الى انها تجهز لاستفزازات عشية التصويت من اجل منع المراقبين الدوليين من كشف التزوير المرتقب. وأكد نيته "اللجوء الى الشعب" بعد ظهور النتائج، مشيراً الى ان الجيش والشرطة لن ينفذا "اوامر الدكتاتور" بالانقضاض على المواطنين. وحذر مراقبون غربيون من تكرار السيناريو اليوغوسلافي عندما رفض الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش القبول بنتائج الانتخابات، ما دفع عشرات الآلاف الى النزول الى الشوارع والتهديد بمواجهات دموية. واشار مراقبون الى ان لوكاشينكو راهن على "دعم روسي له". وكان الرئىس الروسي فلاديمير بوتين ذكر ان الانتخابات مسألة داخلية تخص الشعب البيلاروسي، غير انه ذكّر بدور لوكاشينكو في صنع الوحدة الروسية -البيلاروسية، كما ان معظم قادة الاحزاب الروسية قاموا بجولات في بيلاروس اعلنوا خلالها تأييدهم للرئيس الحالي، ما دفع المراقبين الدوليين الى الاحتجاج لدى موسكو ومطالبة المسؤولين الروس بعدم التدخل في العملية الانتخابية.