للمرة الأولى منذ تطبيع العلاقات المغربية - الموريتانية العام 1969، يبدأ الملك محمد السادس زيارة لنواكشوط في العاشر من الشهر الجاري تركز على العلاقات الثنائية والأوضاع في شمال افريقيا. يبدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس زيارة رسمية لموريتانيا في العاشر من الشهر الجاري تستمر يومين، بدعوة من الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع. وتركز المحادثات على تطورات الأوضاع في منطقة الشمال الافريقي، خصوصاً قضية الصحراء ومستقبل الاتحاد المغاربي، إضافة إلى قضايا افريقية عدة وآفاق دعم العلاقات الثنائية. وذكرت مصادر رسمية مغربية أن الملك محمد السادس سيزور ثلاث مدن موريتانية هي نواكشوط والمار ونواذيبو، في الشمال على الحدود مع الصحراء الغربية، في إشارة إلى استمرار العمل لانجاز طريق ساحلي يربط المغرب وموريتانيا والسنيغال، على رغم تحفظات عن طابعه العسكري. وتعتبر زيارة الملك محمد السادس لموريتانيا الأولى من نوعها بين البلدين منذ تطبيع العلاقات بينهما العام 1969، بعد وساطة قام بها الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة. وكان البلدان أبرما العام 1976 معاهدة للتعاون العسكري لتنسيق المواقف بينهما لاستعادة الصحراء الغربية من اسبانيا، لكن انقلاباً عسكرياً في موريتانيا قاده العقيد مصطفى ولد السالك العام 1979 أثر سلباً في مسار العلاقات بين نواكشوط والرباط، واحتاج الأمر إلى سنوات قبل معاودة دفع الروابط بين الجانبين. لكن التطور البارز في هذا السياق ظهر العام الماضي، إذ أبدت نواكشوط دعماً ملحوظاً للمغرب في قضية الصحراء، في إطار مساندة جهود الوسيط الدولي جيمس بيكر. ويقول مراقبون إن نواكشوط تفضل حلاً ترعاه الأممالمتحدة للحؤول دون تأثير استمرار الصراع في تركيبتها الديموغرافية، خصوصاً بعد نزوح أعداد كبيرة من الصحراويين للاستقرار في مناطقها الشمالية. وحافظت نواكشوط على علاقات متوازنة مع الجزائر، واستقبلت قياديين في جبهة "بوليساريو"، لكنها رفضت استخدام الأراضي الموريتانية لاغراض مناهضة للرباط. وسبق لها أن طردت مندوباً عن "بوليساريو" قبل حوالى عامين بسبب ما وصفته عملاً مناوئاً. وتكمن أهمية زيارة الملك محمد السادس لنواكشوط كونها تأتي في سياق معاودة تحرك الوسيط الدولي بيكر لتنفيذ اقتراحات الحل السياسي في الصحراء. وأعلن الموفد الموريتاني إلى مفاوضات وايومينغ الأخيرة ان نواكشوط تدعم هذه المساعي.