وصفت مصادر موريتانية الزيارة التي من المقرر ان يقوم بها العاهل المغربي الملك محمد السادس لنواكشوط في تشرين الثاني نوفمبر المقبل بانها تعكس متانة العلاقات القائمة بين البلدين. وعلقت صحيفة "المجتمع" الموريتانية المستقلة على الزيارة. وقالت انها تعكس حسن الجوار "بعيداً عن كل الاعتبارات الجهوية"، في اشارة الى المنافسة بين المغرب والجزائر على استمالة نواكشوط في نزاع الصحراء الغربية، كون الموقف الموريتاني يشكل وزناً مهماً في معادلة عامة في ترجيح المواقف من تطورات هذا النزاع. وكان وزير الداخلية المغربي السيد احمد الميداوي زار نواكشوط الشهر الماضي للاعداد للقمة المغربية - الموريتانية. وصدرت عن الديبلوماسية الموريتانية مؤشرات عدة الى انفتاح اكثر على المغرب، خصوصا لجهة التزام موقف مؤيد للاستفتاء خلال الجولات التي عقدها الوسيط الدولي جيمس بيكر مع اطراف النزاع في لندن وحضور الجلسات المغلقة التي غاب عنها الوفد الجزائري، مكتفياً بالحضور في الاجتماعات المفتوحة. وذكرت مصادر مطلعة ان الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيدي احمد الطايع قام بمبادرات لتزليل الصعوبات امام الاستفتاء. يذكر ان منشقين عن جبهة "بوليساريو" نزحوا صيف العام الماضي الى الاراضي الموريتانية، عقب احتجاجات على الاوضاع التي سادت انعقاد المؤتمر الاخير للجبهة في تندوف. وقال عائدون من نواكشوط ان ابعاد عضو قيادي في "بوليساريو" بتهمة التدخل في الشؤون الداخلية لموريتانيا افسح في المجال امام تحسين العلاقات المغربية - الموريتانية. واعقب ذلك اعلان الرباط تمويل مشاريع انمائية، بينها الطريق الرابط بين نواديبو ونواكشوط،اضافة الى توسط العاهل المغربي بين موريتانيا والسنيغال اثر الازمة الاخيرة.