يبدأ الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيدي احمد الطايع الاربعاء المقبل زيارة رسمية للمغرب، هي الاولى من نوعها منذ تولي العاهل المغربي الملك محمد السادس مقاليد الحكم في البلاد. وقالت وزارة القصور الملكية في الرباط ان ولد الطايع سيجري، خلال الزيارة التي تستمر يومين، محادثات مع الملك محمد السادس تتناول "العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والعربية والدولية ذات الاهتمام المشترك". لكن المراقبين يعتقدون بأن الزيارة ستركز على تطورات ملف الصحراء الغربية في ضوء فشل مساعي الاممالمتحدة اجراء الاستفتاء فيها، ونتائج زيارة الوسيط الدولي جيمس بيكر الذي حمل اقتراحات جديدة الى الاطراف المعنية، بهدف تسريع وتيرة الحل السياسي. وكان لافتاً ان بيكر الغى في اللحظة الاخيرة زيارة مقررة لموريتانيا الاسبوع الماضي، في اطار جولة شملت الجزائر والمغرب ومخيمات الصحراويين في تندوف ومدريد وباريس. وعزت مصادر الاممالمتحدة الغاء زيارة نواكشوط الى"طارئ صحي". وكان لافتاً ان الرئيس الموريتاني غاب عن اللقاء الرباعي الذي جمع قادة الدول المغاربية في القاهرة على هامش القمة الافريقية - الاوروبية، وعلى رغم ان رئيس الوزراء الموريتاني السيد ولد الشيخ العافية مثل بلاده في القمة، فانه لم يشارك في الاجتماع الذي ضم الملك محمد السادس والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي والرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وعزت المصادر ذلك الى تزايد الخلافات، خصوصاً بين موريتانيا من جهة، والجزائر وليبيا من جهة اخرى بسبب خطوات التطبيع الموريتاني المتسارع مع اسرائيل. ولاحظ المراقبون ان العلاقات بين المغرب وموريتانيا عرفت تحسناً ملحوظاً في الفترة الاخيرة ، لكنها لم تصل الى مستوى قيام محور ثنائي. وتسعى نواكشوط الى التزام موقف الحياد في نزاع الصحراء، بعدما كانت أكثر قرباً إلى الجزائر. لكن المخاوف الناشئة بسبب تزايد النازحين من "بوليساريو" الى الاراضي الموريتانية يعزز مخاوف نواكشوط من خلخلة تركيبة السكان. وسبق لها ان طردت مسؤولين في "بوليساريو"، في حين ان الاراضي الموريتانية تحولت مواقع استخدمها منشقون عن قيادة محمد عبدالعزيز. واستقر فيها لبعض الوقت الرجل الثاني في "بوليساريو" بشير مصطفى السيد، قبل ان يعود الى مخيمات تندوف جنوب غربي الجزائر، ونزح اليها آلاف الصحراويين يدعمون تمرد القائد ايوب الحبيب الذي وجه نداءات من الاراضي الموريتانية للتمرد على قيادة عبدالعزيز. يذكر ان العلاقة بين المغرب وموريتانيا تدرجت عبر مراحل، ففي بداية اندلاع نزاع الصحراء عام 1975 ابرم البلدان اتفاقات للدفاع المشترك. وكانت القوات المغربية تتولى حماية الاراضي الموريتانية ضد هجمات "بوليساريو"، لكن الانقلاب الذي اطاح الرئيس السابق المختار ولد داده احدث تحولاً في الموقف الموريتاني العام 1978، إذ ابرم الرئيس السابق خونا ولد هيدالا اتفاقاً مع "بوليساريو"، ما حمل المغرب على الدخول الى منطقة وادي الذهب. ومنذ ابرام معاهدة تأسيس اتحاد المغرب العربي العام 1989 حافظت العلاقات المغربية - الموريتانية على استقرارها.