ألقى توغل الجيش الاسرائيلي في رفح واستشهاد خمسة فلسطينيين، عشية الذكرى الاولى لاندلاع الانتفاضة، ظلالاً من الشك في صمود اتفاق وقف النار الذي توصل اليه الرئيس ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز خلال لقائهما أول من أمس. وفي حين استبعد مسؤول فلسطيني عقد اللقاء الامني الاول للجنة العليا المشتركة الذي كان مقرراً اليوم، أعلنت غالبية الفصائل الفلسطينية في دمشق ان اتفاق وقف النار "غير ملزم لها". راجع ص 8 و15 وكان الجيش توغل صباح أمس في مدينة رفح بقطاع غزة وقصف المدفعية البيوت والسكان معاً، مما ادى الى استشهاد ثلاثة فلسطينيين وتدمير ثمانية منازل وثلاثة محولات كهربائية. وفي وقت لاحق، استشهد فلسطيني رابع بالرصاص في رفح في وقت لم تحدث مواجهات. كذلك استشهد شاب خامس برصاص الجيش قرب حاجز عسكري في دير البلح وسط القطاع من دون تسجيل حوادث في المنطقة. وعبر عملية التوغل، سعى رئيس الحكومة ارييل شارون الى ارسال رسالة مزدوجة الى السلطة الفلسطينية مفادها انه سيواصل حربه على الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه سيعمل على نسف الجهود الدولية التي تقودها الولاياتالمتحدة لتهدئة الاوضاع وتهيئة الاجواء الملائمة ل"الحرب "على الارهاب"، وبالتالي نسف نتائج اجتماع عرفات - بيريز. وفي هذا السياق، قال مدير الامن الوقائي في قطاع غزة العقيد محمد دحلان ان "الكارثة التي حصلت في رفح تؤكد ان شارون يريد ان يحبط ميدانياً ما اتفق عليه في اللقاء بعدما أخفق في منع عقده". وشكّك في امكان عقد اللقاء الامني الاول للجنة العليا المشتركة الذي كان مقرراً اليوم. وأبلغ الاذاعة الفلسطينية ان شارون "خلق باعتداءاته على رفح حقائق جديدة على الارض تحملنا على اعادة النظر في الاجتماع". واوضح ان "من السابق لأوانه الحديث عن عودة التنسيق الامني" اذ ان "ما اتفق عليه هو عقد لقاءات أمنية وليس استئنافاً للتنسيق الامني". وفي دمشق، ردّ مسؤولون سوريون وزعماء فصائل فلسطينية على لقاء عرفات - بيريز، باعلان دعمهم خيار المقاومة، خلال مؤتمر نُظم لمناسبة الذكرى السنوية الاولى للانتفاضة حضره نحو 70 شخصية عربية واسلامية، من بينها مسؤولون وقادة في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي" والجبهتين "الشعبية" و"الديموقراطية" و"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" و"فتح - الانتفاضة"، إضافة الى "حزب الله". وأجمع معظم المتحدثين على رفض "الهدنة" التي أعلنها عرفات لأنها "تعني وقف الانتفاضة"، مشيرين الى ان لقاء عرفات - بيريز والاتفاق على استئناف التعاون الامني يستهدفان "وقف الانتفاضة، وهما غير ملزمين لنا". واعلن رئيس المكتب السياسي ل"حماس" خالد مشعل ان "اللقاء بين عرفات وبيريز والقرارات التي صدرت منه لا تلزم حماس او القوى الفلسطينية"، مضيفاً ان "الانتفاضة يجب الا تكون ضحية التفجيرات في أميركا"، فيما اعتبر الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله ان "السعي الاميركي إلى وقف اطلاق النار يعني وقف الانتفاضة بلا ثمن".