تواصلت الاتصالات بين الفلسطينيين من جهة والاسرائيليين والاميركيين من جهة أخرى وسط معلومات عن قرب تحديد موعد لزيارة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفاتلواشنطن، وذلك بموازاة استمرار تصعيد الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على الفلسطينيين والتي كان آخرها اقتحام مناطق السلطة الفلسطينية في رفح جنوب قطاع غزة وتدمير موقع آخر لقوات الامن الفلسطيني وجرف مزيد من الاراضي. واكدت مصادر امنية فلسطينية ل"الحياة" ان الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي اتفقا على عقد اجتماع "للجنة الامنية المشتركة العليا" بين الطرفين في حاجز ايرز الذي يفصل القطاع عن الدولة العبرية مساء السبت. ويبدو ان عرفات اعطى الموافقة الفلسطينية على عقد هذا اللقاء، خلال اجتماعه في مدينة رام الله، اول من امس، مع رون شلايكر القنصل الاميركي العام في القدسالشرقية، وهو الاجتماع الثالث من نوعه في الايام الماضية. ورجحت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان يتلقى الرئىس الفلسطيني دعوة لزيارة واشنطن اواخر الشهر الجاري او اوائل الشهر المقبل في ابعد تقدير. وجاءت التحركات الديبلوماسية بعدما أصدر عرفات اوامره للاجهزة الامنية الفلسطينية باعتقال افراد من حركة المقاومة الاسلامية "حماس" ممن شاركوا في عمليات اطلاق قذائف الهاون على اهداف اسرائيلية، والضغط النسبي الذي مارسته واشنطن على تل ابيب لسحب قواتها من مناطق السلطة الفلسطينية في قطاع غزة يوم الثلثاء الماضي. ونفى مصدر مطلع في مكتب الرئيس الفلسطيني ان يكون الاخير "تلقى دعوة رسمية بعد". وأكد ل"الحياة" ان الاتصالات مستمرة مع الاسرائيليين على كل المستويات "الا انها بدون نتيجة حتى الآن". واشار بهذا الصدد الى ان وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز "لا يخوّله رئيس حكومته ارييل شارون طرح مواقف رسمية". وكان بيريز اكد في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية استمرار الاتصالات مع الفلسطينيين مشدداً على انها تتمحور حول "خفض وتيرة العنف والتنسيق الامني والعودة الى المفاوضات". وقال بيريز ان العودة الى المفاوضات "امر صعب ولكنه ممكن" مشيراً الى انه في حال التوصل الى نتائج "سأعلن عنها". واضاف ان "عرفات اخطأ وندم ولكن لا نستطيع ان نحمله مسؤولية كل الاخطاء التي تحصل هذه الايام". ونفى مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل ابو ردينة ان تكون هنالك "مفاوضات" مع الاسرائيليين مشيراً الى ان الاتصالات مستمرة، ولكنها لم تسفر عن شيء جديد. وقال ابو ردنية ل"الحياة" ان شارون "لا يزال مستمراً في عدوانه على الشعب الفلسطيني وانتهاكاته للاتفاقات وهو واصل التدمير في مدينة رفح" امس، واعتبر ان شارون "ماض في خططه ومخططاته التي اعلن عنها ضد الفلسطينيين". واقتحمت دبابات اسرائيلية مدينة رفح امس لحماية جرافة كانت تدمر موقعاً جديداً للقوات الحدودية التابعة للامن الوطني الفلسطيني. وسبق عملية التدمير قصف كثيف وعشوائي للموقع بالرشاشات الثقيلة والقذائف المدفعية. ونقلت الاذاعة الفلسطينية عن شهود ان القوات الاسرائيلية التي دخلت عمق الاراضي الفلسطينية لم تغادرها بعد. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون رفض امس دعوة الرئىس الفلسطيني للظهور في وقت واحد على شاشات التلفزيون للاعلان عن وقف "العنف" والشروع في المفاوضات. وقال شارون انه مصمم على الاستمرار في محاربة "العنف والارهاب" وان الامر لا يتعلق "باعلان" وعلى عرفات ان يصدر اوامره "بوقف العنف". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر في مكتب شارون قولها ان "لا فرق بين قذائف الهاون واطلاق الرصاص". واضافت المصادر ذاتها ان ابلاغ السلطة الفلسطينية لاسرائيل عن اعتقال ثلاث خلايا تابعة ل"حماس" ومسؤولة عن اطلاق قذائف الهاون مجرد خدعة "يسعى عرفات من خلالها للوصول الى البيت الابيض".