سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوش يحض على التمرد على "طالبان" ... وملا عمر يدعو الاميركيين الى الضغط على حكومتهم لتغير مواقفها "السيئة والفظيعة". متظاهرون في العاصمة الافغانية يحرقون السفارة الاميركية
} تحولت تظاهرة مناهضة للولايات المتحدة امس في كابول الى اقتحام مبنى السفارة الاميركية واضرام النار فيه، وذلك بعدما دعا الرئيس جورج بوش الشعب الافغاني الى التمرد على نظام حركة "طالبان"، وناشد زعيم الحركة الملا محمد عمر الشعب الاميركي الضغط على حكومته لاعادة النظر في سياستها. كابول، اسلام اباد، واشنطن - أ ف ب - أضرم آلاف المتظاهرين في كابول امس النار في ابنية داخل الحرم القديم للسفارة الاميركية في كابول. وذكر شهود انه خلال التظاهرة التي ضمت عشرات الآلاف من الاشخاص، دخل عدد من المتظاهرين الى الحرم واشعلوا النار في سيارات مهجورة. وانتقلت النار الى مبان مجاورة، لكن مقر القنصلية لم تصله النيران. ونجح رجال الاطفاء في تطويق النيران واخمادها، في حين يسعى عناصر من حركة "طالبان" الى احتواء المتظاهرين. واشار رئيس الشرطة في كابول الملا حسن يونس الى اصابة 12 عنصراً من الشرطة بجروح أثناء محاولة ضبط الحشود. وقال: "بذلنا كل ما في طاقتنا لكن عدد المتظاهرين منعنا من ذلك. فقد كانوا بالآلاف". واكد سيطرة الشرطة على الوضع. وصرح أحد المتظاهرين ويدعى حافظ قلة 38 عاماً ان هذا التحرك الغاضب يوجه رسالة الى الولاياتالمتحدة. وقال: "قمنا بعمل جيد. فالولاياتالمتحدة تريد احراق بلادنا لذا احرقنا سفارتها". والسفارة مهجورة منذ عام 1989 قبل سيطرة حركة "طالبان" على كابول في العام 1996. ووجه الرئيس جورج بوش رسالة الى الشعب الافغاني دعاه فيها الى التمرد على حركة "طالبان"، ملمحاً بذلك الى ان الولاياتالمتحدة يمكن ان تدعم المعارضة الداخلية الافغانية لاطاحة النظام في كابول وتسليم اسامة بن لادن ومساعديه. وقال بوش ان "مهمتنا هي اخراج الارهابيين من مخابئهم، واسرهم واحالتهم امام القضاء. وان احدى الوسائل للتوصل الى ذلك هي طلب التعاون من المواطنين في افغانستان الذين ضاقوا ذرعاً من حركة طالبان الحاكمة ومن ايواء اشخاص مثل اسامة بن لادن واجانب على أرضهم يمولون هذا النظام القمعي". وقال بوش في رده على اسئلة صحافيين بعد اجتماعه في واشنطن مع جونيتشيرو كويزومي رئيس وزراء اليابان الثلثاء، ان الولاياتالمتحدة ليست مهتمة بالمشاركة في عملية "بناء دولة"، موضحاً انه يتطلع لاطاحة نظام "طالبان" من خلال معاقبته لايوائه ابن لادن الذي تقول واشنطن انه المشتبه به الرئيسي في الهجمات التي تعرضت لها نيويوركوواشنطن. وقال: "المهمة الآن هي اقتلاع الارهابيين والعثور عليهم وتقديمهم للعدالة". في المقابل، وجه القائد الأعلى لحركة "طالبان" الملا عمر رسالة الى الشعب الاميركي نشرتها "وكالة الانباء الاسلامية" الافغانية الخاصة القريبة من "طالبان" ومقرها باكستان. وجاء في الرسالة: "على الشعب الاميركي ان يعلم ان الاحداث المحزنة التي وقعت أخيراً هي نتيجة سياسة حكومته السيئة. ان حكومتكم ترتكب كل أنواع الفظاعات في الدول الاسلامية. وبدلاً من دعم سياسة حكومتكم، ينبغي عليكم حثها على اعادة النظر باجراءاتها السيئة والفظيعة. ان الحدث الأخير المؤسف الذي وقع في اميركا ناجم عن هذه السياسة الفظية ويهدف الى الثأر من هذه الفظاعات". وتابع الرسالة: "يجب عليكم التفكير في المكان الذي تم فيه تحضير هذه الهجمات ومن يقف وراءها. ان افغانستان باتت الآن هدفاً والتحضيرات جارية لمهاجمتها، ما هي النتائج التي ستترتب على ذلك؟ انتم تقبلون كل التصريحات، العادلة وغير العادلة، الصادرة عن حكومتكم. ولكن لا يمكنكم ان تحكموا في ما اذا كان ابن لادن متورطاً في هذه الاحداث؟ هل يمكنه ان يقوم بذلك في اميركا؟ يجدر بكم ان تتمعنوا بالأمر جدياً والتصرف بحكمة". "صوت اميركا" على صعيد آخر، قررت اذاعة "صوت اميركا" الرسمية اخيرا تجاوز معارضة السلطات في واشنطن لبث حديث اجرته مع ملا محمد عمر القائد الاعلى لحركة "طالبان" الحاكمة، وبثت مقاطع منه مساء امس. ويمكن الاطلاع على هذا الحديث الذي يبرر فيه ملا عمر قرار طالبان عدم تسليم اسامة بن لادن الى الولاياتالمتحدة. ورد مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية: "نحن منذهلون لكونهم قرروا تجاهل توصيتنا"، معتبرا انه كان على ادارة الاذاعة درس هذه القضية. وكانت الخارجية الاميركية اعلنت منذ يومين ان الاذاعة الرسمية الاميركية عدلت عن بث الحديث الذي تبلغ مدته اربع دقائق لان السلطات اعتبرت انه لا يمكن ل"صوت اميركا" التي تمول من المال العام ان تروج لطالبان". وتمول الادارة "صوت اميركا" التي تبث بلغات عدة في كل دول العالم، لكن الاذاعة تعمل على الحفاظ على حرية خطها السياسي.