كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز - حذرت حركة "طالبان" أمس الثلثاء الولاياتالمتحدة من انها تعرض حياة مواطنيها في العالم للخطر اذا اصرت على محاكمة اسامة بن لادن. وجاء التحذير الأفغاني بعدما رفضت واشنطن مهلة عشرة أيام حددتها "طالبان" اول من امس لتقديم ادلة على تورط ابن لادن بالارهاب وإلا اعتبرته بريئاً. ويتهم القضاء الاميركي ابن لادن بالوقوف وراء عمليتي تفجير السفارتين الاميركيتين في كينيا وتنزانيا في السابع من آب اغسطس الماضي اللذين اوقعا 263 شخصاً بينهم 12 اميركياً في نيروبي.. وكانت "طالبان" قالت أول من أمس إنه يتعين على الولاياتالمتحدة ان تقدم الادلة بحلول العشرين من تشرين الثاني نوفمبر الجاري، وإلا فإنها ستعتبر ابن لادن الذي يعيش في حمايتها بريئاً. وقال نور محمود ثاقب، كبير القضاة لدى "طالبان": "اذا لم يقدم دليل اثبات ضد ابن لادن فسيكون عندئذ بريئاً ... لا نستطيع الانتظار الى الابد". واكدت اذاعة الشريعة الناطقة باسم "طالبان" الحاكمة في كابول، ان القرارات الاميركية تهدد "امن المواطنين الاميركيين في جميع انحاء العالم". واضافت ان "ما سيستفيد منه الاميركيون هو انفجار الحقد في المنطقة وفي العالم الاسلامي الذي سيكلفهم مئات الملايين من الدولارات". واضافت ان خطأ الولاياتالمتحدة الكبير هو انها "تُرغم اصحابها على ان يصبحوا اعداء"، مشيرة الى ان الشعب الافغاني يعترف بالجميل لمساندة الولاياتالمتحدة له اثناء الغزو السوفياتي. وقالت الاذاعة: "للاسف فان السياسة الاميركية في افغانستان تغيرت"، مضيفة ان هذا التغير في الموقف سجل بعد ان تعرض "مدنيون ابرياء" للقصف في الهجوم بالصواريخ الاميركية الذي استهدف في آب الماضي معسكرات في افغانستان. واعقب هذا الهجوم وكذلك القصف الذي تعرض له مصنع "الشفاء" في الخرطوم تبني اجراءات امنية صارمة للمواطنين الاميركيين في العالم. وفي واشنطن، رفض جيمس روبن، الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية، مهلة "طالبان" لتقديم ادلة على تورط اسامة بن لادن بالارهاب. وقال: "نعتقد بأنه يجب تقديم ابن لادن الى المحاكمة على وجه السرعة لمحاكمته على جرائمه ... وليس هناك موعد للمحاكمة في مثل هذه الاعمال الارهابية". واضاف ان الولاياتالمتحدة ستواصل الحوار مع "طالبان" التي تقول إنها تعتبر ابن لادن "ضيفاً". لكنه لمح الى ان واشنطن قد لا تتقدم بطلب رسمي لتسليمه اليها لانها لا تعترف ب "طالبان" ممثلة للحكومة الأفغانية. وقال: "القضية الحقيقية ليست كما تصفها طالبان. القضية الحقيقية هي لماذا تواصل طالبان تقديم ملاذ آمن لاسامة بن لادن".