تقف هوليوود وشركات السينما العالمية كالصقر على قمة القلعة، وهو يرقب تيار الحياة الهادر تحته في انتظار موضوع يصلح للسينما. من هنا كان طبيعياً أن يقفز موضوع الارهاب الى شاشات السينما بعد أن قفز الى الحياة اليومية وصار يشبه باباً اسبوعياً في الصحف. وقد انتجت السينما الاميركية ما يقرب من مئة فيلم عن الارهاب شاهدت منها ما يقرب من عشرة افلام. كان الموضوع العام في هذه الافلام يحكي قصة تسلل مجموعة من الارهابيين الى اميركا نفسها، وفي نيتهم تفجير رموز اميركية وضرب النظام الاميركي ضربة موجعة. وتعلم بأخبارهم سلطات الامن الاميركية ويبدأ الصراع بينهم ثم ينتهي في الافلام جميعاً بانتصار الامن وهزيمة الارهابيين. ..................... هذا مجمل الافلام وهذا موضوعها الرئيسي فضلاً عن التفصيلات الصغيرة التي تجعل فيلماً يختلف عن فيلم. في أحد هذه الافلام كان الارهابي الذي يركز عليه الفيلم شخصاً مسلماً يعيش في مكان بعيد ويصلي فيسجد ثلاث مرات بدلاً من مرتين. أما هوايته فكانت ارسال رسائل الى قيادات اميركا. رسائل صوتية على شريط كاسيت... وكان في كل هذه الرسائل يقول لقادة اميركا كلاماً ينم عن الغرور مثل - أنا سأعلمك يا اميركا كيف تقفين مع الحق، وسأعلمك كيف تمارسين الحياة وسأعلمك اسلوباً جديداً أفضل من الحلم الاميركي. وينتهي هذا الفيلم نهاية سعيدة، فيقبض على هذا الارهابي الذي كان يخطط لتفجير بعض المباني المهمة. في فيلم آخر نجح رجل الاستخبارات أن يتتبع الارهابيين في اماكن تدريبهم في صحارى مجهولة. بعد أحداث مثيرة استخدمت فيها آلات حربية متطورة ووظفت فيها الاقمار الاصطناعية نجح رجل الاستخبارات في القضاء على الارهابيين، وانتهت الرواية بهذه النهاية السعيدة... ................. في فيلم آخر نجح بعض الارهابيين في الحصول على قنبلة ذرية، وبدأوا يهددون بتفجير مدن بأكملها في اميركا. وتصور أحداث الرواية هذا الصراع المرير بين رجل الامن ورجال العصابة، وهو صراع انتهى بانتصار رجل الامن إذ استطاع في الدقائق الاخيرة ان يبطل مفعول القنبلة، وانتهت الرواية بهذه النهاية السعيدة... ...................... وهناك رواية للكاتب الاميركي توم كلانسكي تقوم فكرتها على الهجوم على البنتاغون باستخدام طائرة بوينج، وتحمل الرواية اسم "أمر مؤكد" وقد تعددت الافلام والمسلسلات. واختارت شركات عدة ان تقدم هذا اللون من افلام الاكشن حيث يدور الصراع بين الاشرار والطيبين، والاشرار هم هذه الانواع المختلفة من الارهابيين، بينما الطيبون هم رجال الامن والمخابرات... وكانت كل هذه الافلام تنتهي نهاية سعيدة بانتصار الخير وهزيمة الشر، بسبب كفاءة الشرطة والامن والاستخبارات... ال"سي آي ايه" وال "اف بي آي" والقوات الخاصة.. من حقنا ان نتوقف هنا ونتأمل ما حدث في اميركا يوم الثلثاء الحزين الفاجع. لقد تم اختطاف اربع طائرات بعد تحليقها في الجو. واختيرت هذه من الطائرات التي تعمل في الخطوط الداخلية، حيث لا يوجد حرص شديد على الامن أو خوف من اختطاف الطائرات... اختيرت هذه الطائرات من بين الطائرات التي تقطع المسافة بين الشاطئين الشرقي والغربي لاميركا، حيث تكون مملوءة بالبترول ولو حدث انها انفجرت فسوف تتحول الى قنبلة من اللهب... بعد ذلك توجهت طائرتان لبرج التجارة ودخلتا في البرج فتصدع واشتعلت فيه النيران. بعد ذلك ضربت احدى الطائرات المختطفة البنتاغون ودمرت جزءاً منه وحصدت 900 ضحية. في النهاية، كانت خسائر الضربات رهيبة، وقد قال احد المسؤولين في اميركا إن هذه الهجمات ستحصد عدداً من الضحايا لم يسبق ان وقع في اميركا على طول تاريخها... هل سبق الواقع حدود الخيال، وتجاوز الارهابيون فن السينما على رغم أنه فن لا حدود لخياله. كيف تنتهي هذه القصة؟ إن افلام الارهاب كانت تنتهي نهايات سعيدة، هل تنتهي مثلها أم تنتهي نهاية عكسية.. الله اعلم.