إسلام آباد، طهران - أ ف ب - جدد ممثل حركة "طالبان" في باكستان رفض الحركة تسليم اسامة بن لادن الى الولاياتالمتحدة من دون دليل يثبت تورطه في اعتداءات الاسبوع الماضي ، فيما حضت إسلام آباد الحركة مجدداً على عدم المماطلة في هذا الشأن. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية رياض محمد خان انه ينبغي على "طالبان" ان تأخذ في الاعتبار النتائج التي ستترتب على الشعب الأفغاني في حال ترددت بتنفيذ توصية علماء الدين الأفغان الذين طلبوا من ابن لادن مغادرة بلادهم طوعاً. وقال خان: "نأمل بأن يتخذ مسؤولو طالبان، نظراً الى خطورة الوضع، قراراً سريعاً لمصلحة أفغانستان وشعبها يبدد قلق الاسرة الدولية ويلبي مطالبها". وأضاف ان باكستان "بصفتها دولة مجاورة وصديقة معنية جداً بالشعب الأفغاني ولا ترغب في ان يتعرض لمخاطر جديدة". وجاء ذلك بعدما اعلن ممثل "طالبان" في باكستان عبد السلام ضعيف للصحافيين ان توصية علماء الدين الأفغان ليست إلزامية. وقال: "لا إلزام فيها. وكما ترون فهي مجرد اقتراح من العلماء"، مضيفاً ان الحركة ليست على استعداد لتسليم ابن لادن في غياب ادلة اميركية على تورطه في الاعمال الارهابية في نيويورك وواشنطن في 11 ايلول سبتمبر الجاري. وقال ضعيف ان التسليم امر غير ممكن، و"لم يتغير موقفنا من أسامة"، معتبراً ان "تسليمه الى اميركا او طرده خارج البلاد هو اهانة للاسلام والشريعة". وفي روما دعا ملك افغانستان السابق محمد ظاهر شاه الى اجتماع طاريء لممثلي كل الجماعات الافغانية لانتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة انتقالية. وقال ظاهر شاه 86 عاما الذي يعيش في المنفي في روما منذ العام 1973 في بيان ان وجود "ارهابيين اجانب" في افغانستان سبب "اضطرابات وعرض استقرار بلادنا للخطر". واضاف: "اناشد الشعب الافغاني وشعوره بالعزة والوطنية ان ننقذ انفسنا من هذا الوضع الخطير". في غضون ذلك، اعلنت المعارضة الأفغانية امس، انها سيطرت على مناطق في اقليمين شمال افغانستان، وأوقعت خسائر فادحة بمقاتلي "طالبان". وأعلن محمد اشرف نديم الناطق باسم المعارضة للصحافيين ان هجمات عنيفة شنت بعد ظهر اول من امس في منطقة حاضرة سلطان شمال ايبك عاصمة اقليم سمنغان واقليم بلخ المجاور. وقال نديم ان الهجوم سمح ب"تحرير قطاعات واسعة" كانت تحت سيطرة "طالبان"، مضيفاً ان المعارك مستمرة في جنوب وشرق اقليم بلخ. وقدر عدد القتلى في صفوف طالبان ب180. وقال انه تم اسر 80 مقاتلاً من الحركة. وبحسب الناطق، شنت "طالبان" هجوماً مضاداً صباح امس، مستخدمة الطيران لكنها لم "تتمكن حتى الآن من احراز تقدم". ونقلت وكالة الأنباء الأفغانية الاسلامية القريبة من "طالبان" ومقرها باكستان، عن ناطق آخر في المعارضة، قوله انه تم الاستيلاء على 15 موقعاً للحركة على الاقل خلال المعارك بما فيها محور استراتيجي. وتأتي العمليات العسكرية للمعارضة بعد ايام على شن الحركة هجوماً كبيراً مستفيدة من العملية الانتحارية التي استهدفت زعيم تحالف الشمال القائد احمد شاه مسعود قبل يومين من الاعتداءات الارهابية على نيويورك وواشنطن.