سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المعارضة الافغانية على مشارف مزار الشريف والاتحاد الأوروبي يدعمها : 1000 من قوات الكوماندوس الأميركي إلى منطقة جاغي في كويته . توتر هندي - باكستاني يستقبل باول و"الانثراكس" يدخل مجلس الشيوخ
تواصلت الغارات الجوية امس على افغانستان، فى اليوم التاسع للحملة، فيما ازداد القلق من وجود عملية منظمة لبث مرض "الجمرة الخبيثة". ووصل وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى اسلام اباد ليجد في استقباله توتراً حدودياً بين الهند وباكستان، علماً بأن المهمة الرئيسية الاخرى التي قادته الى المنطقة هي البحث في مستقبل الحكم في افغانستان ما بعد "طالبان". وتأكد امس ان "تحالف الشمال" الافغاني المعارض أحرز تقدماً على الارض وبات على أهبة السيطرة على مدينة مزار شريف الاستراتيجية. ومع ان الرأي العام الاميركي ينتظر معرفة كيف ستنفذ الولاياتالمتحدة تهديدها بالقضاء على تنظيم "القاعدة" والقبض على اسامة بن لادن، خصوصاً ان القصف الجوي المستمر منذ نحو اسبوع لم يؤدِ الى تغيير في مواقف بن لادن او قيادة "طالبان"، فإنه تابع باهتمام اكثر "الجبهة الداخلية" المتمثلة بتزايد اكتشاف حالات وجود مسحوق "الانثراكس"، الذي يتسبب بمرض "الجمرة الخبيثة"، في رسائل موجهة الى بعض وسائل الاعلام ورجال السياسة. فقد اكد الرئيس جورج بوش ان زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ توم داشل تلقى طرداً بريدياً يحتوي على مسحوق يعتقد انه يحتوي الجرثومة. ودعا بوش المواطنين الى توخي الحذر، لكنه لم يؤكد ارتباط حالات "الجمرة الخبيثة" بتنظيم "القاعدة". واكد مكتب التحقيقات الفدرالي اف بي آي امس ان اثنين من منفذي اعتداءات 11 ايلول سبتمبر استأجرا شقة في ديلراي بيتش فلوريدا بواسطة زوجة رئيس تحرير الصحيفة التي عثر فيها على حالات مرض الجمرة الخبيثة. وقالت الناطقة باسم "اف بي آي" ا ف ب في ميامي جوديث اوريهويلا انه "حتى الان، يبدو ان الامر مجرد صدفة" مع الاعتراف في الوقت نفسه بوجود هذا الرابط غير المباشر بين الارهابيين المفترضين ومبنى "اميركان ميديا انكوربورايتد" في بوكا راتون حيث توجد مكاتب صحيفة "ذي صن". تقويم العمليات العسكرية وتقرّ مصادر اميركية بأن الولاياتالمتحدة تحاول الوصول الى اهدافها من خلال انتهاج خطة عمل دقيقة جداً تقوم على عدم تعريض التحالف الذي بنته لخطر الانهيار أو أن يصبح من دون فعالية وفي الوقت نفسه الظهور بمظهر المتشدد والمصمم على اجتثاث الارهاب الدولي ومعاقبة من يرعاه. وتقول مصادر عسكرية انه على عكس ما يشاع فان القيادة العسكرية لم تفاجأ بطبيعة ساحة المعركة في افغانستان او المقاومة المتوقعة من طالبان. لكن المصادر ذاتها قالت انها لا تزال تنتظر القرار السياسي بالدخول الى عمق الارضي الافغانية من اجل مطاردة فلول القاعدة، وهذا يتوقف على مدى تأكد اجهزة الاستخبارات الاميركية من ان المعلومات المتوفرة لديها كافية لارسال القوات الاميركية الى عمق افغانستان. في غضون ذلك بدأت السياسة الاميركية بالنسبة الى افغانستان ما بعد الحرب تتضح. اذ اعلن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ان واشنطن تبعث برسالة الى الشعب الافغاني مفادها أنها تسعى الى "تحريره من سيطرة طالبان والمنظمات الارهابية الاجنبية على اراضيه". وقال رامسفيلد أن "المعركة مستمرة من اجل القضاء على الارهاب وليس فقط القاعدة وطالبان بل ايضاً منظمات اخرى في دول اخرى". ورد على اتهامات طالبان بأن الغارات الاميركية تضرب اهدافاً مدنية قائلاً ان قادة طالبان مجموعة من "الكاذبين". توتر في كشمير وبُعيد وصول باول إلى إسلام آباد أشاعت نيودلهي جواً من التوتر مع باكستان، اذ أذاع التلفزيون الهندي عن سقوط ستة قتلى في صفوف القوات الباكستانية، وأكد الناطق العسكري الباكستاني حصول هذه الاشتباكات التي استمرت حتى ساعة متقدمة من ليل أمس وأسفرت عن سقوط قتيلة و25 جريحاً مدنياً. وعزت نيودلهي اطلاق النار إلى وقف تسلل المقاتلين الكشميريين إلى الجانب الهندي من كشمير، واستبقت نيودلهي وصول باول لتنفي الناطقة باسم الخارجية الهندية قبول أي وساطة أميركية لتسوية القضية الكشميرية. واعلن باول ان الولاياتالمتحدة تريد دفع الهند وباكستان الى استئناف الحوار بينهما حول كشمير لتجنب تأثير التوتر المحيط بهذه المنطقة سلباً على الحملة ضد الارهاب الجارية، وقال للصحافيين الذين رافقوه الى جنوب آسيا انه سيطلب من البلدين خفض حدة التصريحات حول كشمير واحترام خط المراقبة الفاصل بين قسمي هذه المنطقة وتجنب اي عمل عسكري فيها. في غضون ذلك تحدث بعض التقارير عن انتقال 1000 من قوات الكوماندوس الأميركي من قاعدة بشني إلى منطقة جاغي في كويته بلوشستان وذلك في إطار تحضير الحملة الأميركية البرية المتوقعة على أفغانستان والتي يعتقد أن باول سيبحث فيها مع الجانب الباكستاني خلال محادثاته اليوم لكن المصادر الباكستانية الرسمية نفت صحة هذه التقارير. ووصل وفد يمثل الملك الأفغاني السابق ظاهر شاه ويضم هدايت أمين أرسلان ومحمد رحيم شير زي حاجي عبد الخالق فراهي الى اسلام اباد. ويعتقد مراقبون أن باكستان تسعى إلى تشكيل جبهة تضم الملك السابق ومنشقين عن "طالبان" بقيادة وزير الخارجية الطالباني وكيل أحمد متوكل - رغم نفي الحركة وجوده في باكستان لكن لوحظ عدم ظهوره منذ بدء الغارات الأميركية على أفغانستان، بالإضافة إلى ضم بعض الجماعات الجهادية السابقة و المقيمة في باكستان. وشهدت المدن الباكستانية الرئيسية إضراباً ناجحاً في كل من كراتشي ولاهور وملتان وكويته بينما لم يكن ناجحاً في كل من روالبندي وإسلام آباد. وهددت الجماعات الإسلامية الباكستانية بمواصلة الاحتجاجات حتى تتراجع الحكومة الباكستانية عن قرارها في التعاون مع واشنطن ضد أفغانستان. الاتحاد الأوروبي مهتم بظاهر شاه وأبدى الاتحاد الأوروبي اهتماماً خاصاً بالملك الافغاني السابق محمد ظاهر شاه، معلناً تأييده للمعارضة، سياسياً ومادياً، بحسب أوساط قريبة من الأخير. وفيما كان وزيرا خارجية ايطاليا ريناتو روجيرو وفرنسا هوبير فيدرين يجريان محادثات في روما مع ظاهر شاه تركزت على الوضع الافغاني مستقبلاً، اكدت قوات "تحالف الشمال" أنها أصبحت على بعد 5 كيلومترات من مدينة مزار الشريف عاصمة اقليم بلخ. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن محمد أشرف نديم الناطق باسم "التحالف" ان المعارضة حققت "تقدماً ميدانياً... وسندخل مزار الشريف قريباً". وقال خوجي قهار، المسؤول في وزارة خارجية "التحالف"، ان قوات المعارضة "احتلت بلدتين وأدخلت مطار مزار الشريف في مرمى نيرانها". وفي موسكو، ذكر مصدر في قيادة "التحالف" ان المعارضة تمكنت من السيطرة على قطاعات مهمة من طريق استراتيجية تربط الحدود الطاجيكية بمرفأ شرهان بنور على نهر بنج. ونقل المراسل الميداني لوكالة "انترفاكس" في افغانستان ان قوات التحالف تنوي مهاجمة مدينة قندز التي يدافع عنها 3500 عنصر من "طالبان" لديهم 14 دبابة و100 مدفع ميدان. "فراغ استخباري" وفي لندن، قالت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية امس ان ادارة بوش تشعر بخوف متزايد من اتجاه الحملة العسكرية، واضافت ان الجنرالات الاميركيين يتعرضون، في غياب استخبارات عن مكان وجود بن لادن، لضغوط من المسؤولين الدفاعيين المدنيين لإرسال اعداد متزايدة من القوات الخاصة الى داخل افغانستان لمحاولة تحقيق ما عجز القصف الجوي عن تحقيقه. وأكدت ان كبار العسكريين في البنتاغون يتمنعون عن ارسال افضل جنودهم في غياب استخبارات جيدة عن مكان وجود بن لادن وقبل مزيد من القصف لاضعاف المقاومة المتوقعة. ونقلت الصحيفة عن احد مساعدي رامسفيلد ان الوزير يزداد شعوره بالاحباط بسبب حذر الجنرالات وعدم قدرتهم على التقدم بخطة عسكرية مبتكرة. وافترض مراقبون دوماً ان المرحلة الثانية من الحملة العسكرية في افغانستان ستشمل نشر اعداد كبيرة من القوات الخاصة، ولكن خلافات اتضحت في اليومين الاخيرين بشأن عدد القوات الخاصة اللازمة وكيفية استخدامها. وكان رامسفيلد كلّف الجنرالات مهمة وضع خطة معركة مبتكرة تشمل عمليات سرية بعد ضربات جوية افتتاحية، ولكن نمط الضربات في الاسبوع الاول من الحملة شبيه بالنمط الذي اتبع في حرب الخليج وترافق مع وقوع خسائر في صفوف المدنيين الافغان. ولم يؤد الاسبوع الاول من الضربات الجوية الى اخراج بن لادن وقادة "طالبان" من معاقلهم، كما امل الرئيس جورج بوش ويقال ان المخططين العسكريين في البنتاغون ما زالوا يعملون وسط "فراغ استخباراتي". ويقول اولئك المخطّطون انهم ينظرون الى كل الخيارات المتعلقة بنشر قوات برية، بما فيها قوات خاصة محمولة جواً لانشاء رأس جسر داخل افغانستان كقاعدة لشن غارات. لكن الصحيفة قالت ان مصادر في واشنطن تصف هذه الخطط بأنها "حديث على الورق" وان كبار الضباط في البنتاغون يميلون الى الابتعاد عن فكرة انشاء قاعدة داخل افغانستان على اساس انها ستكون مكشوفة للخطر. وبدلاً من ذلك فإن الخيار المرجح اكثر من غيره هو انطلاق قوات خاصة محمولة بطائرات مروحية من على سطح حاملة الطائرات "كيتي هوك" الموجودة في بحر العرب.