دخلت الاستعدادات العسكرية لتوجيه ضربة أميركية الى حركة "طالبان" مرحلة حاسمة أمس باعلان تحالف الشمال المعارض ان الضربة متوقعة خلال ساعات، وإغلاق مجاله الجوي بناء على طلب أميركي. ووجه التحالف تحذيراً الى سكان كابول للابتعاد عن منشآت "طالبان" العسكرية لأن "الملاجئ في العاصمة الأفغانية غير كافية للجميع". واستبق التحالف الضربة بالتحرك على أكثر من جبهة محققاً تقدماً ميدانياً محدوداً شمال البلاد. في حين قال يونس قانوني أحد قادة تحالف الشمال في روما ان مجلساً موسعاً لادارة أفغانستان بعد "طالبان" سيعقد اجتماعه المقبل في غضون اسبوعين ليعلن أسماء أعضائه ال120 الذين سيقومون بأنفسهم باختيار رئيس المجلس الأعلى للبلاد. جبل السراج أفغانستان، طهران، اسلام آباد - "الحياة"، رويترز، أ ف ب، أ ب - كشف وزير خارجية التحالف الشمالي المعارض في أفغانستان الدكتور عبد الله عبد الله أمس ان الهجوم الاميركي على حركة "طالبان" ربما يحدث خلال ساعات. وقال في مؤتمر صحافي: "نعتقد ان الهجوم الذي ستشنه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها سيحدث قريباً جداً". وأجاب، بعدما نظر الى ساعته، رداً على سؤال عما اذا كان الهجوم قد يحدث خلال ساعات، بقوله "كم الساعة الان" وكانت الساعة حوالى 30،12 بتوقيت غرينتش. ومضى يقول: "بالتأكيد المسألة لن تستغرق أسابيع ...انا لا أقول قريباً، ولكنني أقول قريباً جداً". واوقف التحالف الشمالي أمس رحلات الطائرات المروحية التابعة له الى معقله في وادي بانجشير شمال كابول لمدة يومين على الاقل. وقال عبد الله: "من قبل كان الطقس هو السبب. الان هناك سبب مختلف"، موضحاً ان التحالف استجاب لأمر من الولاياتالمتحدة، بعدم تسيير أي رحلات جوية فوق الاراضي التي يسيطر عليها، وأغلق مجاله الجوي. ووجه التحالف نداء الى سكان العاصمة كابول، دعاهم فيه الى تجنب المرور قرب المنشآت العسكرية ل"طالبان"، "لأنه لا يوجد ملاجئ كافية للناس في كابول". وفيما تقترب ساعة الصفر، أكدت قوات المعارضة الافغانية أمس انها تقدمت عسكرياً في اقليمي سمنقان وغور شمال أالبلاد حيث سقط المئات من قوات "طالبان" في الاسر. وقال محمد اشرف نديم، أحد الناطقين باسم المعارضة، ان القوات المناهضة ل"طالبان" سيطرت على العديد من قرى سمنقان، بعدما صدت هجوماً مضاداً، يهدف الى تخفيف الضغط عن مدينة مزار الشريف. واوضح ان الحركة فشلت في هذه المحاولة وان المعارضة سيطرت على قريتين تقعان على بعد ثمانية كيلومترات غرب ايبك عاصمة اقليم سمنقان. وأكد ان ثمانية من القادة ومئة من مقاتلي "طالبان" سلموا أنفسهم. ونقلت "وكالة الانباء الاسلامية" الافغانية عن ناطق آخر هو محمد هابيل، ان نحو400 من مقاتلي "طالبان" انضموا الى صفوف المعارضة. وأوضح هابيل ان قوات المعارضة استولت ايضاً على 11 قرية قرب شغشران عاصمة اقليم غور. وقال: "سنسيطر قريباً على هذه المدينة" وفي طهران، قال ناطق باسم حزب الوحدة، عضو تحالف الشمال، ان التحالف مستعد لطرد "طالبان" بعدما تهاجم الولاياتالمتحدة أهدافها العسكرية. وأضاف: "لقد وضعت قواتنا في حال تأهب قصوى. سنساعد الاميركيين ما داموا يهاجمون أهدافاً عسكرية، لكننا قلقون جداً حيال احتمال سقوط ضحايا في صفوف المدنيين وأبلغنا ذلك للاميركيين". وقال ان الهجوم الأميركي سيشمل ثمانية أهداف مهمة هي قندهار جنوب شرقي البلاد حيث توجد قواعد ملا محمد عمر زعيم "طالبان" واسامة بن لادن، والقواعد العسكرية في اقاليم لوقار جنوبكابول وجلال اباد شرقا ومطار شنداند غربا وقواعد هراة واقليم قوت غربا واخيراً قواعد مزار الشريف شمالا. وذكر ان ملا عمر "امر بتدمير منازل افراد من قبيلة دراني" التي يتحدر منها الملك السابق ظاهر شاه في اقليمين شرق البلاد. وخلافاً للأجواء العسكرية الضاغطة، نقل عن زعيم التحالف الشمالي برهان الدين رباني قوله ان الولاياتالمتحدة تستطيع القبض على ابن لادن من دون اللجوء الى الحرب. وقال رباني الذي شغل منصب رئيس افغانستان حتى اقصته "طالبان" عن العام 1996، ان الضغوط الخارجية يمكن ان تكون كافية لضمان تقديم ابن لادن للعدالة. وفي روما، أكد يونس قانوني أحد قادة تحالف الشمال الذي شارك في المحادثات مع الملك السابق محمد ظاهر شاه في روما ل"الحياة" أن اللقاءات التي "أفضت الى تشكيل المجلس الأعلى للوحدة الأفغانية تعتبر منعطفاً أساسياً في المستقبل الأفغاني". وعن المهمات التي صيغت لهذا المجلس، قال ان المجلس سيقوم قبل كل شيء بالدعوة الى عقد "لويا جيركا" مجلس حكم محلي من مختلف الفصائل الأفغانية داخل الأراضي الأفغانية وسيضع الآليات المناسبة لعملية انتقال السلطة بعد سقوط "طالبان". وفي حين لم يفصح قانوني عن شكل النظام المرتقب، لم يستبعد "أي شكل دستوري محتمل". وقال: "من الضروري ألاّ يحدث في البلاد فراغ دستوري، لأن نتائج ذلك ستكون خطيرة للغاية". وأوضح ان المجلس سيعقد اجتماعه المقبل في غضون اسبوعين وسيعلن في حينه "أسماء أعضائه ال120 الذين سيقومون بأنفسهم باختيار رئيس المجلس الأعلى للوحدة الافغانية. كما سيعلن المجلس اطلاق برنامجه السياسي. أما عن الرئاسة فإن هذا الموضوع قيد النقاش وليس من المستبعد أن تنوب عن منصب الرئيس لجنة تتمتع بصلاحيته". وفي كويتا باكستان، تظاهر نحو ثلاثة آلاف من مناصري ظاهر شاه أمس، وصاحوا "نحن ضد طالبان" و"الافغان ليسوا ارهابيين". وفي نيويورك، دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي تدافع عن حقوق الانسان أول من أمس الولاياتالمتحدة وحلفاءها الى عدم التعاون مع زعماء المعارضة الافغانية المتهمين بخرق حقوق الانسان. وقالت المنظمة في بيان ان خروقات حقوق الانسان التي قام بها هؤلاء تتعلق باعدامات عشوائية، ونهب وحرق منازل واستهداف اشخاص من اتنية الباشتون واشخاص آخرين يشتبه بدعمهم "طالبان".